في أعقاب الغارة الجوية الأميركية التي شُنت الأسبوع الماضي على قاعدة جوية سورية، أرسلت موسكو المزيد من السفن إلى قاعدة طرطوس البحرية، وفق ما ذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية.
وبحسب ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أكد مسؤولٌ رسميٌّ -لم يُذكَر اسمه- للخدمة الإخبارية المقدّمة من معهد البحرية بالولايات المتحدة، الإثنين 10 أبريل/نيسان 2017، أن سفينتين من طراز ستيريغوششي، وقاطرة بحرية قد غادرت مدينة كالينينغراد الروسية في نهاية الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن تصل السفن التي تنتمي إلى الأسطول الروسي في البلطيق إلى شرق البحر المتوسط خلال الأيام الخمسة المقبلة، على أن تتخذ من مدينة طرطوس التي تعد موطناً لقاعدة بحرية روسية مقراً لها.
وتنضمُ مجموعة السفن إلى فرقاطة الأميرال غريغوروفيتش المُسلّحة بصواريخ كروز، التي بدأت رحلتها من البحر الأسود، الجمعة 7 أبريل/نيسان.
وقالت وسائل إعلام رسمية روسية، إن “غريغوروفيتش ستبدأ بالعمل في المنطقة بحسب الوضع العسكري المُتغير”، مُضيفة أنها تحمل صواريخ كروز، ونظام دفاع صاروخياً ومدفعية ومدافع مضادة للطائرات وطوربيدات.
وقد استخدمت الفرقاطة من قَبل في قصف مدينة حلب، التي كانت تخضع لسيطرة قوات المعارضة العام الماضي. وبشكل حاسم حوّلَت استعادة المدينة -بفضل قوة النيران الروسية- مسارَ الحرب لصالح الحليف الروسي، لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وباستطاعة سفن ستيريغوششي، التي تعد بين السفن الأكثر حداثة في روسيا، أيضاً، إطلاق صواريخ كروز طويلة المدى، وقد استخدمت في حملة حلب.
وينضم الأسطول الجديد إلى 6 سفنٍ حربية روسية أخرى، و4 سفن دعم متمركزة حالياً شرق البحر المتوسط.
وتحافظ الولايات المتحدة على نشر 4 سفن في المنطقة نفسها، من بينها سفينتا “يو إس إس بورتر”، و”يو إس إس روس”، اللتان استُخدمتا في إطلاق وابل من 59 صاروخاً من طراز “توماهوك” على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام قرب حمص، يوم الجمعة 7 أبريل/نيسان.
وأدى الهجوم -الذي يمثل أول إجراء مباشر اتخذته الولايات المتحدة ضد النظام السوري خلال أكثر من 6 سنوات من الحرب الأهلية- إلى مقتل 6 جنود وإلحاق أضرار ببعض الطائرات والمدارج والمظلات، ولكنه لم يكن ذا تأثير يُذكَر على قدرات القوات الجوية التابعة للأسد بشكل عام.
وكانت روسيا من بين الدول التي استخدمت القاعدة أيضاً، ولكن التحذير الأميركي للقوات الروسية قبل الضربة كان يعني عدم تكبد الكرملين خسائر.
ويعد الهجوم الانتقامي “طلقةً تحذيريةً” من الولايات المتحدة، في أعقاب الهجوم المزعوم الذي شنَّته الحكومة السورية بالأسلحة الكيميائية على قرية خان شيخون، الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل 80 شخصاً على الأقل. وأظهرت عمليات تشريح قامت بها وزارة الصحة التركية أن الضحايا تعرضوا لكل من السارين وغاز الكلور.