في ظل تزايد التوتر في شبه الجزيرة الكورية ونشر الولايات المتحدة نظام "ثاد" الصاروخي المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية يانغ يو جون أمس، بأن الصين ستواصل إجراء تدريبات بالذخيرة الحية واختبار أسلحة جديدة لحماية أمنها الوطني.
الى ذلك، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بيجينغ في حاجة الى تعزيز قدراتها العسكرية لحماية مصالحها المتنامية في الخارج وذلك عقب تدشين حاملة طائرات أولى محلية الصنع.
ودشنت الصين حاملة الطائرات الأربعاء وسط تصاعد التوتر في شأن كوريا الشمالية والمخاوف الإقليمية من مساعي بيجينغ لتأكيد نفوذها في بحر الصين الجنوبي ومن برنامجها لتحديث الجيش.
وأفاد وانغ خلال زيارة لألمانيا أن الشركات والمواطنين الصينيين ينتشرون في أنحاء العالم، إذ يعيش ملايين الرعايا الصينيين في الخارج كما أن هناك نحو 30 ألف شركة صينية مسجلة في دول أجنبية.
ونقل عنه بيان في موقع وزارة الخارجية: "في ظل هذه الظروف الجديدة... لدى الصين ما يكفي من الأسباب لرفع قدرتها الدفاعية من أجل توفير حماية فعالة لحقوقها العادلة التي تتزايد اتساعا في الخارج" وذلك رداً على سؤال عن الحاملة الجديدة.
وأضاف أن زيادة القوة العسكرية للصين ستساعد في "حماية السلام الدولي والإقليمي".
وشدّد على أن بيجينغ ستبقي سياسة عسكرية "دفاعية" وليست "لديها نية للانخراط في أي شكل من أشكال التوسع".
نشر "ثاد" بسلاسة
ووقت تتصاعد المواجهة بسبب الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وصواريخها الباليستية البعيدة المدى، أعلنت كوريا الجنوبية أن نشر نظام الدفاع الأميركي المضاد للصواريخ "ثاد" مستمر غداة احتجاجات غاضبة عليه ومعارضة الصين الشديدة له.
وقال مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية بعد اتصال هاتفي بين مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي كيم كوان-جين ونظيره الأميركي إتش. آر. ماكماستر: "تعهد الجانبان في حال حصول استفزاز استراتيجي جديد من جانب الشمال ان يتخذا سريعاً إجراءات عقابية لن تتحملها كوريا الشمالية منها استصدار قرار جديد من مجلس الأمن".
وكثفت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية التحذيرات المتبادلة طوال الأسابيع الاخيرة بسبب تطوير كوريا الشمالية أسلحة نووية وصواريخ في تحد لقرارات الأمم المتحدة.
وربما كان التهديد الكوري الشمالي أكبر تحد يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان قد تعهد منع كوريا الشمالية من امتلاك القدرة على ضرب الولايات المتحدة بصاروخ نووي. وأكد نائبه مايك بنس الأسبوع الماضي أن "عصر الصبر الاستراتيجي" انتهى.
وعلى رغم تحذير الولايات المتحدة من أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، أوضحت إدارة ترامب الأربعاء إنها تهدف الى دفع كوريا الشمالية إلى تفكيك برامج أسلحتها من خلال تشديد العقوبات والضغوط الديبلوماسية وإنها لا تزال مستعدة لإجراء محادثات.
ووصف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس ومدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس كوريا الشمالية بأنها "تهديد وطني وشيك وأولوية قصوى في السياسية الخارجية".
وجاءت الإشارة الأميركية إلى الاستعداد لخوض سبل غير عسكرية مع كوريا الشمالية وقت تقترب حاملة الطائرات الأميركية "يو اس اس كارل فنسن" ومجموعتها القتالية نحو المياه الكورية حيث تنضم إلى الغواصة النووية الأميركية "يو اس اس ميتشيغن".
احتجاجات
ونقلت كوريا الجنوبية الأربعاء أجزاء من نظام "ثاد" إلى الموقع المقرر نشر النظام فيه على مساحة من الأرض كانت ملعبا للغولف على مسافة نحو 250 كيلومتراً جنوب العاصمة سيول مما يعكس تعجيلاً في تركيب المنظومة. وقرب الموقع، احتج مئات من السكان برشق المركبات التي كانت تنقل أجزاء "ثاد" بزجاجات المياه.
وقالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، في معرض الرد على سؤال عما إذا كانت ستختبر نظام "ثاد"، إن عملية النشر تجري بأسرع مما كانت قد أعلنته هي أو الولايات المتحدة.