بدأت، أمس السبت، فى لاتفيا، مناورات عسكرية تكتيكية ميدانية فى إطار مناورات"-2016 "Saber العسكرية الدولية الكبرى التى تنفذها قوات برية وجوية تابعة لحلف الناتو.
وتجرى المناورات فى ميدان الرمى والتدريب "أداجى" والأماكن المحيطة به، وتستمر حتى 21 يونيو الحالى.
ويشارك فى هذه المناورات أكثر من 1700 عسكرى من الولايات المتحدة ولاتفيا ولتوانيا وبريطانيا والنرويج وبولندا، وتهدف مناورات الناتو فى لاتفيا إلى تدريب الجنود والضباط على ممارسة أساليب الهجوم والدفاع على مستوى الكتيبة.
مناورات "Saber Strike" تجرى بشكل سنوى منذ عام 2010، وتحتضنها هذا العام إستونيا وتشرف على المناورات قيادة القوات الأمريكية فى أوروبا ويشارك فيها بشكل إجمالى 10 آلاف عسكرى من 12 دولة من أعضاء الناتو وحلفائه.
ومن الأجزاء الرئيسة فى المناورات هذه السنة عملية إعادة الانتشار تحت اسم "Dragoon Ride"، وفى إطارها تم فى بداية الأسبوع الجارى تحريك قافلة من الآليات والمعدات العسكرية الأمريكية داخل أراضى لاتفيا. وسيستمر مسير هذه القافلة حتى يوم 14 من يونيو الحالى، وستمر عبر 11 مدينة فى لاتفيا، وبعد ذلك ستتوجه إلى إستونيا للمشاركة فى مناورات ""Saber Strike، وتضم القافلة 400 آلية عسكرية بما فى ذلك عربات المشاة القتالية "Stryker" وسيارات جيب عسكرية وغيرها من الآليات.
وكانت مناورات "Anakonda-16" لقوات حلف شمال الأطلسى قد انطلقت فى بولندا فى 7 يونيو الحالى، حيث اعتبرها البولنديون وحلف الناتو أكبر مناورات عسكرية شاملة فى تاريخ بولندا الحديثة. وقالت وزارة الدفاع البولندية أن هذه التدريبات تشهد رقما قياسيا من حيث عدد الدول والعسكريين المشاركين فيها. وأوضحت الوزارة أن حوالى 31 ألف عسكرى من 24 دولة، بمن فيهم 12 ألفا من بولندا، و10 آلاف من الولايات المتحدة، إضافة إلى ألف جندى بريطانى، يشاركون فى هذه المناورات التى تجرى فى جميع حقول الرماية البولندية.
إضافة إلى ذلك، تشارك فى مناورات "Anakonda-16" نحو 3 آلاف آلية عسكرية، بما فى ذلك دبابات وناقلات جنود مدرعة، وأكثر من 100 طائرة ومروحية، إضافة إلى 12 سفينة حربية.
وفى إطار مناورات "Anakonda-16" الكبرى، تجرى مناورة "Swift Response"، حيث يتم خلالها نقل عسكريين أمريكيين من الولايات المتحدة إلى أوروبا.
ومن المفترض أن العسكريين الأمريكيين، من ولاية ساوث كارولينا، سيتم إنزالهم فى حقول رماية بولندية، وسينفذون مهامهم فى بولندا والدول المجاورة. كما تتزامن مع "Anakonda-16"، مناورتان "Saber Strike" و"Baltops". وتهدف الأولى منهما إلى إتقان عمل خاص بنقل المعدات العسكرية والأفراد عبر ألمانيا وبولندا إلى دول بحر البلطيق ورومانيا وبلغاريا. أما "Baltops" فترمى إلى تحسين عمل إنزال مشاة البحرية على الشواطئ البولندية.
وتطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية إلى هذه المناورات العسكرية الكبرى التى يجريها الناتو فى منطقة البلطيق تحت اسم "بالتوبس-2016"، مشيرة إلى أن الغرب ينوى فعلا ردع روسيا، مشيرة إلى أن الناتو يجرى فى منطقة البلطيق أكبر مناورات عسكرية منذ نهاية الحرب الباردة، وتشارك فيها للمرة الأولى فرنسا. وبحسب ممثل السفارة الفرنسية فى فيلنوس سامى فيسيكا، فقد وصلت إلى ليتوانيا وحدات برية فرنسية للمشاركة فى مناورات "الذئب الحديدى – 2016".
ويشارك فى هذه المناورات، إضافة إلى القوات الليتوانية، نحو 5000 عسكرى من الدنمارك وألمانيا والولايات المتحدة وبولندا وفرنسا ولوكسمبورج، ومن الجانب الأمريكى وحده يشارك نحو 1000 عسكرى، وزهاء 400 آلية عسكرية.
كما أن فرنسا تنوى مستقبلا نشر 150 فردا من قواتها المسلحة فى ليتوانيا، وتتزامن مع هذه المناورات مع تدريبات الناتو "Saber Strike 2016"، التى يشارك فيها حوالى 10 آلاف عسكرى من 12 دولة.
والمهمة الرئيسة لهذه المناورات هى التدريب على نقل القوات المسلحة والمعدات العسكرية من أوروبا الغربية إلى الشرق عبر ألمانيا وبولندا ودول البلطيق ورومانيا وبلغاريا.
وقد بدأت فى بولندا تدريبات "أناكوندا-2016"، التى تسبق قمة الناتو فى وارسو، وبحسب معلومات وزارة الدفاع البولندية، يشارك فيها نحو 27 ألف عسكرى (منهم حوالى 10 آلاف أمريكي) من 22 دولة.
وصرح وزير دفاع بولندا ماريك توماشيتسكى لوسائل الإعلام بأن هذه التدريبات "مهمة لنا ليس فقط بعدد الأفراد المشاركين فيها، بل وبعدد الدول المشاركة؛ لأن ذلك يدل على مستوى المشاركة السياسية".
وكانت مناورات "بالتوبس-2016" قد بدأت فى نهاية الأسبوع الماضى بمشاركة السفن الحربية الأمريكية، وفى مقدمتها سفينة القيادة Mount Whitney من الأسطول السادس. ويشرف على هذه المناورات قائد الأسطول السادس الأمريكى الأدميرال جيمس فوجو، الذى قال إن "إجراء هذه التدريبات بقوات وأسلحة حقيقية، هو اختبار لمنظومة واقعية؛ لأننا نريد أن نكون على يقين من قدرتنا على الرد على أى تهديد.. وإن استعراض إمكاناتنا هو علامة تشير إلى وجودنا ووحدتنا".
ويشارك فى هذه المناورات 50 سفينة حربية و60 طائرة من 12 دولة، من ضمنها قاذفتا القنابل "بي-52" الأمريكية. كما تشارك فنلندا والسويد فيها على الرغم من أن الدولتين ليستا من دول الناتو؛ حيث سيتم لأول مرة إنزال قوات الناتو فى ميدان بشبه جزيرة هانكو الفنلندية، ثم فى جزيرة يوت فى أرخبيل ستوكهولم فى السويد.
ويرى خبراء عسكريون من روسيا أن هذه السلسلة من المناورات والتدريبات، ليست سوى استعراضات تبدو استفزازية. كما أنها استمرار للمناورات والتدريبات التى أجراها الحلف فى إستونيا الربيع الماضى تحت اسم "عاصفة الربيع"، التى اعتبرتها وسائل الإعلام الأضخم فى تاريخ إستونيا.
وكانت قد سبقتها مناورات "درع الصيف" فى شهر أبريل، والتى أجريت فى لاتفيا. وجميع هذه المناورات تبين بوضوح زيادة عدد القوات والمعدات الأمريكية فيها.
من جانبه، أشار المؤرخ الحربى الدنماركى، الجنرال المتقاعد ميكائيل كليميسين، إلى أن إجراء تدريبات بهذا الحجم فى منطقة البلطيق، من الممكن أن تؤدى إلى اندلاع الحرب، أو تضع العالم على حافة نزاع مسلح. وما يؤكد هذه الفكرة، هو أن قائد القوات البرية الأمريكية فى أوروبا الجنرال بين هوجيرز أعلن خلال مؤتمر "تعزيز قوة وردع الناتو" الذى عقد فى فيلنوس، أنه "يجب أن يكون بوسعنا فعليا ردع" روسيا. لذلك، فهو يعتقد بضرورة زيادة عدد قوات الناتو فى منطقة البلطيق.
غير أن الأمر الذى زاد من تفاقم الأوضاع، هو إعلان السويد وفنلندا عن استعدادهما للسماح بنشر قوات الحلف على أراضيها بصورة دائمة.