قال السفير البريطاني السابق لدى روسيا، السير توني برنتون، في حديث لـ"رويترز" يوم الخميس 30 يونيو/حزيران، إن روسيا قد تقطع صلتها بالأسد في حال حدوث أمرين.
وأوضح برنتون أن الأمر الأول يتمثل في ضمان أن لا يؤدي إستبدال الأسد، بأي شكل من أشكال الى سيطرة تنظيم داعش، وثانيا أن تضمن روسيا حرية عملها ضمن قواعدها العسكرية المنتشرة على الساحل الروسية.
ونقلت "رويترز" عن مصادر متعددة في مجال السياسة الخارجية الروسية تحليلاتها إن الكرملين الذي تدخل العام الماضي في سوريا لدعم الأسد يخشى حدوث اضطرابات في غيابه، ويعتقد أن النظام أضعف من أن يتحمل تغييرا كبيرا، كما يعتقد أن من الضروري خوض قدر كبير من العمليات القتالية قبل أي فترة انتقالية.
وفي نفس السياق قال فيودور لوكيانوف خبير السياسة الخارجية المقرب من الكرملين، والذي يتولى تحرير المواد الخاصة بروسيا في نشرة "جلوبال أفيرز"، إن حديثا دار داخل الحكومة الروسية عن مستقبل الأسد وإنه يعتقد أنه تم التوصل إلى ترتيبات لوضعها موضع التنفيذ في يوم من الأيام.
وأضاف في حديثه لـ"رويترز" أن موقف روسيا في الوقت الحالي هو التريث لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور، وإن الكرملين يريد أن يعرف أولا من سيصبح الرئيس التالي للولايات المتحدة، وإن الأمر سيتطلب فترة طويلة للخروج ببديل مقبول للأسد. وتساءل لوكيانوف: "كيف لنا أن نعرف أن النظام كله لن ينهار إذا أبعدناه (الأسد). هذا الخطر قائم".
وقالت يلينا سوبونينا محللة شؤون الشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية بموسكو، الذي يقدم المشورة للكرملين "لا أرى أي تغييرات الآن" في موقف روسيا بشأن الأسد، "فالموقف هو نفسه. وما الداعي لتغييره؟".
ويرى دبلوماسيون روس أن الكرملين يؤيد الدولة السورية، وليس الأسد بصفة شخصية. كما قال الرئيس فلاديمير بوتين إن النظر في الأسلوب الذي يمكن به إشراك المعارضة في هياكل الحكومة السورية أمر يستحق العناء.
وعلى النقيض تشير وسائل الإعلام الروسية الرسمية إلى أن موسكو تضاعف بدلا من ذلك رهانها على الأسد وتحاول سد المنافذ أمام أي محاولات أمريكية لبحث مستقبله.
وقال دميتري كيسليوف مقدم برنامج إخباري تلفزيوني أسبوعي رئيسي للمشاهدين، هذا الشهر إن الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لسوريا كانت رسالة إلى واشنطن للتوقف عن محاولة الضغط على موسكو بسبب الأسد.
وقال أندريه كورتنوف المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية، وهو مركز في موسكو لأبحاث السياسة الخارجية تربطه صلات وثيقة بوزارة الخارجية الروسية، إنه لا يوجد تعاطف كبير مع الأسد شخصيا داخل دوائر السياسة الخارجية الروسية.
غير أنه قال إن موسكو عليها أن تهيء نفسها كطرف مهم منتصر، وإن الأسد جزء من تلك المعادلة في الوقت الحالي.
وأضاف "عليك أن تتذكر الوجه الآخر للعملة. فروسيا مهمة لأن لها علاقات مع النظام السوري، ولذلك إذا تمت التضحية بتلك العلاقة فربما لا تصبح طرفا بعد ذلك".
من جانبه كشف الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة "اس بي اس" الأسترالية عن زيارات لمسؤولين أمنيين غربيين إلى دمشق، مضيفا أن الدول الغربية رغم هجماتها العلنية على الحكومة السورية، تسعى للتعامل معها "من تحت الطاولة".
ونشرت وكالة "سانا" مقتطفات منها يوم الخميس 30 يونيو/حزيران، قال الأسد "إن معظم المسؤولين الغربيين يكررون فقط ما تريد الولايات المتحدة منهم قوله".