تستعد الولايات المتحدة لنشر منظومة دفاع جوي صاروخي أرض-جو على علو مرتفع، من طراز «ثاد»، في كوريا الجنوبية، لكن في ظل عدم توفر معلومات عن عدد الراجمات أو الصواريخ الاعتراضية التي ستشملها بطاريات المنظومة، فإن أي تقديرات بشأن قدرات هذه المنظومة الدفاعية، تعد أمراً غير ممكن، وفقاً لمجلة «جينز دفنس ويكلي».
ومن المعروف أن بطاريات «ثاد» كاملة التجهيز، تشمل راداراً من طراز «إيه إن/تي بي واي-2»، وست إلى تسع راجمات من طراز «إم 1075»، يمكنها حمل ثمانية صواريخ اعتراضية، ما يعني تسليحاً كاملاً بـ 48 صاروخاً على الأقل للبطارية الواحدة.
في يوليو الماضي، اتفقت سيؤول وواشنطن على نشر منظومة «ثاد»، رداً على تهديدات من كوريا الشمالية، لكن المسؤولين الأميركيين رفضوا الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.
وأحالت وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية، الأسئلة إلى «القوات الأميركية في كوريا»، التي رفضت بدورها أن تعطي تفاصيل عن عدد راجمات «ثاد» والصواريخ الاعتراضية التي تخطط لتشغيلها، فيما اكتفى المتحدث باسمها بالقول إن البطارية سيجري تشغيلها من قبل طواقم أميركية.
كما رفضت وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية أيضاً، الإدلاء بمعلومات حول عدد الصواريخ الاعتراضية التي قامت بوضعها في الخدمة، في حين قالت شركة لوكهيد مارتن، إنها سلمتها الصاروخ الاعتراضي رقم 100 في يوليو 2015.
واستناداً إلى مصدر عسكري، يشغل الجيش الأميركي خمس بطاريات «ثاد»، بست راجمات على الأقل، يمكنها حمل 48 صاروخاً اعتراضياً، لكن هذه الراجمات ينبغي أن تتقاسم عدداً محدوداً من الصواريخ الاعتراضية على الأقل حتى نهاية العام المقبل، ذلك أن مخططات الميزانية للسنة المالية 2017، سوف تؤدي إلى مخزون من 197 صاروخاً اعتراضياً للجيش الأميركي.
وفقاً لمدير وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية، ما يعني إمكانية تسليح أربع بطاريات بشكل كامل بنهاية السنة المالية 2017، إذا تمت الموافقة على الميزانية، واستمرت الإمدادات كما هو مخطط له.
في أبريل 2013، تم نقل بطارية «ثاد» إلى غوام، رداً على تهديدات كوريا الشمالية، التي زعمت أن القاعدة الأميركية على جزيرة في المحيط الهادي، تقع على مرمى صواريخ بيونغيانغ الباليستية.
وتعتبر هذه المنظومة عنصراً واحداً من الدفاعات الصاروخية الباليستية الأوسع نطاقاً في كوريا الجنوبية، والتي تشمل منظومات باتريوت «باك-3» بارتفاعات أدنى ومنظومات «باك-2»، التي يجري تحسينها إلى تركيبة «باك-3».
لكن منظومة «ثاد» لم تظهر بعد قدراتها على مواجهة تهديدات من مدى متوسط، ذلك أن البرنامج قام بتأخير الاختبارات على المنظومة حتى السنة المالية 2017 أو حتى فترة مقبلة.
وهذا يعني أن المنظومة المنشورة في غوام منذ 2013، لم تختبر ضد التهديد الذي يفترض أن تمنعه، في الوقت الذي يعتقد أن صاروخ كوريا الشمالية الباليستي متوسط المدى «موسودان»، يصل إلى مدى يتراوح بين 2500 إلى 4000 كم، ما يجعله قادراً على ضرب غوام، كما أن صاروخها «هواسونغ»، يمكنه أن يصل إلى 500 كم، وبالتالي، يمكنه ضرب معظم كوريا الجنوبية، فيما يقدر أن صاروخها «نو دونغ»، قادر على الوصول إلى 1300 كم، ما يضع معظم اليابان في مرماه.