يشهد العالم سباق تسليح غير مسبوق، في خضم الصراع المحتدم بين القوى الدولية إزاء العديد من القضايا الإقليمية، لتبقى الحرب بنهاية المطاف نقطة النهاية في تطور الأوضاع.
وتتبارى الدول الكبرى لاستحداث أسلحة بإمكانات هائلة بحرًا وبرًا وجوًا، تستخدمها ورقة ضغط ضد خصومها، وتبرز من خلالها قدراتها العسكرية الضاربة.
الولايات المتحدة:
تمتلك الولايات المتحدة ترسانة عسكرية ونووية تضعها في صدارة جيوش العالم من حيث كونها الأكبر والأكثر تطورًا، كما تأتي أيضًا في صدارة الدول المصدره للسلاح عالميًا، ما يجعلها المستفيد الأول من تصاعد وتيرة الأزمات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن حين لآخر تفاجئ الولايات المتحدة الجميع بجيل جديد من الأسلحة، لعل أحدثها المدمره "يو إس إس زوموالت" التي دخلت الخدمة الأحد الماضي في القوات البحرية الأمريكية بولاية ميريلاند والتي تعتبر النسخة البحرية لطائرة الشبح.
وتقدر تكلفة المدمرة الأغلى في العالم بما يتجاوز 4 مليارت دولار حيث صممت بطريقة تغالط أجهزة الرادار المعادية والذي يظهرها على هيئة قارب صيد، كما أنها مزودة بمدفعين يعملان بنظام إطلاق متطور إلى جانب أحدث منظومة للاتصالات وتعمل بالوقود النووي.
وتمتاز المدمرة الأمريكية بأنها تعمل في صمت تام بفضل اعتمادها على الطاقة الكهربائية التي تولدها محطة خاصة لتوليد 78 ميجاوات فتتمثل في قدراتها التكنولوجية العالية والتي يجسمها مدفعها الالكتروني العملاق الذي يقصف أهدافه بطاقة كهرومغناطسية مدمرة إلى جانب الصواريخ التقليدية الدقيقة ، علما بأن هذه السفينة قادرة على الإبحار على مقربة من السواحل والشواطئ وفي المياه الضحلة.
وفي 20 سبتمبر الماضي، قامت شركة " Adsys Controls " الأمريكية من كاليفورنيا بتصميم نظام جديد أطلق عليه "Helios"، من شأنه تضليل سلاح الليزر المعادي بخدعة فائقة التقنية.
والمعروف أن شعاع ليزر يجب أن يسقط على الهدف المراد الهجوم عليه خلال ثوان، إلا أن جهاز "Helios " يقوم لدى توجيه الليزر العادي إلى هدف ما بقياس مواصفاته وقدرته وطول موجته وتردد نبضاته واتجاهه ومصدره، ثم يمنع جهاز "Helios" تركيز شعاع الليزر المُعادي على الضحية.
وقال المدير التنفيذي لشركة "Adsys Controls" (برايان هولدبيرغ): "نظامنا لا يكسب الوقت فقط، بل ويشكل حماية دائمة من الليزر المعادي".
روسيا:
ويأتي بعد الولايات المتحدة، خصمها التاريخي روسيا الإتحادية، التي تمتلك عددًا من الأسلحة القوية والفعالة.
وفي 24 سبتمبر الماضي، كشفت شركة "كا إر أ تي" الروسية للتصنيع العسكري النقاب عن إنتاج أحدث طائرة حربية روسية، أطلق عليها اسم "أ-60"، قادرة على تدمير أهداف العدو بواسطة "مدفع الليزر الدقيق التصويب".
وأوضح فلاديمير ميخييف، مستشار النائب الأول للمدير العام لشركة "كا إرأ تي"، أن سلاح طائرة "أ-60" سيكون قويا إلى درجة يتطلب الأمر معها توفير الحماية للطائرة ذاتها من سلاح الليزر الذي تحمله، مشيرا إلى أن مصنعى "قاذفة الليزر" يعملون على تحصينها ضد سلاح الليزر.
وتم اتخاذ طائرة "إيل-76 إم دى" أساساً لصنع طائرة "أ-60" التى ظهر نموذجها الأولى فى بداية ثمانينات القرن العشرين. وخلال الأعوام القليلة الماضية استؤنف العمل فى مشروع "أ-60".
وفي خضم التناحر الأمريكي الروسي حول الأزمة السورية؛ دفعت روسيا بواحدة من أعتي أسلحتها وهي الطراد بطرس الأكبر أضخم سفينة نووية حربية في العالم اتجهت إلى البحر المتوسط، لدعم الأسطول الروسي بالقرب من سواحل سوريا، في حربه ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وغادر الطراد "بطرس الأكبر"، قاعدة أسطول الشمال في مدينة سيفيرومورسك، إلى البحر المتوسط، لينضم إلى السفن الحربية الروسية المتواجدة هناك، حيث يعد هذا الطراد من مشروع 1144 فعالا للغاية فى العمليات الساحلية.
ومن المقرر أن تقوم روسيا بتحديث "بطرس الأكبر" في عام 2019، ونتيجة لذلك في عام 2021 سيكون في خدمة الأسطول البحري الروسي طرادان صاروخيان محدثان نوويان من مشروع 1144.
ويعد "بطرس الأكبر" أو بالروسية "بيوتر فيليكي" أحد أكبر السفن الحربية في العالم غير الحاملة للطائرات والتي لا تزال في الخدمة حتى الآن منذ عهد الاتحاد السوفيتي، الهدف الرئيسي للطراد هو إبادة سفن الأعداء الحاملة للطائرات.
ويعتبر السلاح الرئيسي لهذا الطراد النووى الجبار؛ هي الصواريخ المضادة للسفن، كذلك يمتلك أسلحة مضادة للطائرات ومضادة للغواصات، مما يؤهله للقيام بمختلف المهام القتالية. كما أنه مزود بالعديد من الرادارات ومنظومات الإنذار المبكر. وفي عامي 2012 و2013، أبحر طاقم الطراد في خطوط عرض عالية جدا من المحيط المتجمد الشمالي.
وتم بناء "بطرس الأكبر" عام 1986 في مصنع Baltic Shipyard أو مصنع البلطيق لبناء السفن، ودخل الخدمة في عام 1998.
كوريا الشمالية:
دومًا ما تثير التحركات الكورية عسكريًا مخاوف دول العالم شتي لاسيما جارتها الجنوبية والولايات المتحدة وحلفاءها، بفعل تجاربها المقلقه من حين لآخر.
وفي مطلع سبتمبر الماضي، وقع اختيار القيادات العسكرية في كوريا الشمالية على مجموعة من الجنود من صفوة الجيش، لتكوين وحدات خاصة يتم تسليحها بحقائب ظهر محملة بالأسلحة النووية.
وأوضحت إذاعة آسيا الحرة أنه تم اختيار الجنود بعناية، من عدة فرق عسكرية، من أجل تكوين وحدات بحجم كتيبة، بعدما كانوا يجرون تدريباتهم العسكرية بأسلحة وهمية، تزن ما بين 10 إلى 28 كيلوجراما.
وأكد مهندس متخصص في الطاقة النووية، حسبما نقلت الإذاعة، أن الجنود يحملون أسلحة يمكنها نشر كمية كبيرة من اليورانيوم، التي ستقضي على حياة جميع المتواجدين في أي منطقة تتعرض للقصف بالقنابل، خلال سنوات، بسبب المواد المشعة الناتجة عنها.
تجارب إيران:
ظن البعض أن العالم أضحى أمام انفراج في العلاقات بين إيران وجيرانها؛ بعد الإتفاق النووي، لكن طموحات إيران أثارت مخاوف الدول الكبري.
ففي مارس الماضي، أجرت إيران تجارب على صواريخ بالستية لإظهار "قوتها الرادعة"، التي أطلقت عليها "اقتدار الولاية" أشرف عليها "الحرس الثوري والقوة الجوفضائية"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها الصاروخي، بعد وقت قصير على رفع عقوبات أخرى على خلفية برنامجها النووي بموجب اتفاق تاريخي مع دول الغرب.
وينظر إلى تجارب الصواريخ البالستية على أنها وسيلة ليظهر الجيش أن الاتفاق النووي لن يكون له تأثير على خططه التي يقول إنها للدفاع فقط.
وقالت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن التجارب تنتهك قرارات سابقة تهدف إلى منع إيران من تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.
وتنفي طهران باستمرار، السعي لحيازة قنبلة ذرية، وتقول إن صواريخها لن تصمم حتى لتحمل قنبلة نووية.