نحن نعيش في عالم متغير و مميز جدا، الحلول التقليدية لتقديم خدمات الزبائن لم تعد تتناسب و حلول التقنية اليوم. التحول الرقمي أصبح أمرا ملحا في جميع القطاعات، وهذا يؤكد الانتشار الواسع و التطورات الهائلة في تكنولوجيا الاتصالات و تقنية المعلومات، انترنت الأشياء، الحوسبة السحابية، المعلومات الضخمة، و منصات وسائل التواصل الاجتماعي و التطبيقات الرقمية المختلفة في جميع جوانب الحياة.
التحول الرقمي هو نظام متكامل يعمل على تسريع و تسهيل عملية تقديم وايصال الخدمات للزبائن بكفاءة عالية وذلك بالاستفادة من التطبيقات و التقنيات الرقمية الحديثة. هذا التحول يتطلب من الشركات و المؤسسات الحكومية العمل على تعديل و تغيير شامل للبنية التحتية، نماذج التشغيل، التسويق، ثقافة المؤسسة و كوادرها العاملة من أعلى الهرم إلى العاملين.
تشير شركة "Progress" و هي شركة عالمية رائدة في تطوير التطبيقات الرقمية وتمكين المنظمات نحو التحول الرقمي في دراستها في مجال التحول الرقمي لعام 2016م "أن 96% من الشركات ترى أهمية التحول الرقمي للبقاء في دائرة المنافسة. 33% من الشركات تعمل على تطوير خططها نحو التحول الرقمي و 47% قد بدأت بالفعل في وضع الخطط والبرامج لذلك، و أن 59% من الشركات أبدوا قلقهم من أنهم ربما متأخرين عن منافسيهم في البدأ في برنامج التحول الرقمي و أن هناك 62% من الشركات في حالة إنكار للحاجة للتحول الرقمي". ومن أهم تحديات التحول الرقمي و تزايد التقنيات الحديثة و الذكية تزداد معها المخاطر الأمنية (cybersecurity) و الخصوصية للزبائن والشركات إذ تقدرها إحصائيات statista2016@ ب 61.7% مما يجعل الشركات في تحد مستمر لإيجاد الحلول الأمنية التقنية و التوعية للتقليل من تلك المخاطر.
الخطوات التى يجب أن تتبعها الشركات و المؤسسات التى ترغب في إطلاق مشروع التحول الرقمي هي:
1 ) تحديد الرؤية و استراتيجية التحول الرقمي و عمل خطة عمل متكاملة تحدد فيها العائد الاقتصادي و الفوائد الأخرى للمؤسسة و تحديد المخاطر و الفرص من التحول الرقمي .
2 ) العمل على أخذ مباركة الإدارة العليا للمؤسسة على الاستراتيجية و الخطة التنفيذية و إقرار الميزانية للتنفيذ.
3) أطلاق برنامج التحول الرقمي و تعيين مديرا وفريق متفرغ لإدارته وفق آلية إدارة المشاريع الاحترافية.
4 ) إعادة تنظيم الهيكل التنظيمي للمؤسسة و دمج قيم وأهداف المؤسسة مع أستراتيجيه التحول الرقمية.
ختاما التحول الرقمي أصبح واقعا و أن نتائجه واعدة وكبيرة جدا من جميع النواحي النمو الاقتصادي، تطوير خدمات الزبائن، تحسين الكفاءة و إجراءات العمل و أيضا بناء كوادر إبداعية قادره على إدارة العالم الرقمي بجداره. لايوجد مجال اليوم للشركات و المؤسسات الإستمرار و التنافس في تقديم الخدمات للزبائن بالطريقة التقليدية و بدون العمل نحو التحول الرقمي.
د.عبدالله الذوادي @dralthawadi