هل حلمت يومًا بالتحليق في سيارة طائرة متجاوزًا ازدحام حركة المرور؟ من المحتمل أن يتمكن المخترعون من تحويل هذا الحلم إلى حقيقة واقعة- وفي وقت أقرب مما تعتقد.
هناك ما يقرب من اثنتي عشرة شركة حول العالم تصبو إلى تطوير أول طائرة منتجة على نطاق واسع تمكن الركاب من التحليق فوق الطرق المزدحمة. بعضها ستكون ذات أجنحة ولكن يمكن تمييزها كسيارة. أما البعض الآخر فسيبدو كأنه خارج للتو من قصص الخيال العلمي.
تنكب العديد من الشركات الناشئة، بما في ذلك شركة جوبي أفياشن في الولايات المتحدة وشركة إيهانغ في الصين وشركة ايروموبيل في سلوفاكيا، على العمل بجهد لإتقان تصاميم هذه السيارات. وقد دخلت في هذه المنافسة أيضًا كل من عملاقة صناعة الطائرات شركة إيرباص وشركة غوغل في سيليكون فالي.
غير أن هناك العديد من العقبات الباقية، بما في ذلك إقناع الهيئات التنظيمية بأن هذه الطائرات ستكون آمنة، والتأكد من كيفية التعامل مع آلاف الطائرات الجديدة المحلقة على ارتفاع منخفض فوق المدن بدون حصول حوادث اصطدام، والتمكن من تطوير بطاريات تبقيها على ارتفاع عالٍ لفترة طويلة كافية لكي تكون مفيدة.
بيد أن روّاد الأعمال متفائلون. إذ إن “سيارات الأجرة الجوية” والطائرات الصغيرة الخاصة يمكن أن تنقل الناس من أطراف المدن الكبرى إلى مراكزها مع ازدياد الازدحام المروري في المناطق الحضرية.
شركة أُوبر لسيارات الأجرة في الولايات المتحدة ليست لديها خطط لتطوير سيارة طائرة بنفسها، لكنها تقدم المشورة إلى العديد من الشركات التي تعمل على صنع هذه الطائرات.
قال نيخيل غويل، مدير مشاريع شركة أُوبر للبرامج المتقدمة، إن “الدور الذي نريد أن نلعبه هو بمثابة محفز لهذه الصناعة برمتها”.
بعض هذه الطائرات سيكون عبارة عن طائرات صغيرة مُسيّرة آليًا سيتمكن الركاب من برمجتها للطيران باستخدام هاتف ذكي. والبعض سيجري تشغيله من الأرض أو من مركز للقيادة، في حين يصمّم بعضها الآخر لكي يقوده طيار بشري.
من الممكن للعديد من التطورات الأخيرة أن تجعل هذه الطائرات ممكنة. فالتقدم في القدرة الحاسوبية يعني أن الأجزاء الدوارة في الطائرات المُسيّرة آليًا ذات المراوح المتعددة يمكن تعديلها عدة مرات في الثانية الواحدة، مما يجعل من السهل السيطرة على الطائرة. كما استفادت الطائرات المُسيّرة آليًا أيضًا من التقدم في تكنولوجيا البطاريات والسيارات الكهربائية.
قالت إدارة الطيران الفدرالي الأميركية في بيان صادر عنها إنها تتبع نهجًا مرنًا يستند إلى درجة المخاطر في السيارات الطائرة. وفي هذه الأثناء تعمل وكالة الفضاء ناسا على تطوير نماذج جديدة من الطائرات المشغلة بالبطاريات مع نظام لمراقبة الحركة الجوية قد يكون مفيدًا للسيارات الطائرة.