أدى حادث إسقاط المروحية التركية بواسطة صاروخ مضاد للطائرات من نوع "ايغلا" الروسي الصنع إلى حالة من الإرباك في تركيا، و في الوقت الذي أعلنت السلطات التركية عن مقتل جنديين في تحطم طائرة مروحية في هكاري قالت إنه ناتج عن عطل فني، سارع حزب العمال الكردستاني في المقابل إلى نشر مقطع فيديو يقول ناشروه إنه يصور لحظة إسقاط حزب العمال الكردستاني المروحية العسكرية التركية.
و تواجه تركيا مأزقا حقيقياً في ايجاد طريقة لاحتواء حزب العمال الكردستاني الذي يحظى بدعم علني من الولايات المتحدة من جهة ودعم مستتر من روسيا من جهة أخرى، كما أن إسقاط طائرة تركية بسلاح روسي الصنع سيرخي بظلاله على المواجهة المستترة بين تركيا وروسيا، ومن المتوقع أن تتأزم العلاقات أكثر بين البلدين في حال ثبوت تزويد روسيا للأكراد بهذا النوع من الصواريخ.
وستسعى القوات الجوية التركية والمخابرات إلى إعادة تقييم ما حصل، وكمية الصواريخ التي أصبح يمتلكها الحزب وأماكن انتشارها وقدرة القوات الجوية التركية على تفادي حصول حوادث مشابهة مستقبلاً ، أو بالحد الأدنى شل فاعلية هذه الصواريخ بأنظمة مضادة. قبل إستئناف حملاتها الممنهجة لضرب معاقل حزب العمال الكردستاني.
أما من الناحية التقنية "الايغلا" هو صاروخ أرض/جو روسي الصنع يُحمل على الكتف، يعتمد منظومة فعالة ضد التشويش الراداري، وينطلق بنحو 320 مترا بالثانية. كما يتم توجيهه بنظام الأشعة تحت الحمراء وبالأشعة فوق البنفسجية، ومجهز بنظام ذكي يميز بصمة الطائرة لتجنب التشويش. يتراوح مداه الفعال بين 500 و5200 متر.
ويعد مكافئا لصاروخ ستنيغر الأمريكي الصنع، ويمتاز عنه بصلابته وتحمله، وهو يستعمل في 32 دولة وقد تمكن من إسقاط عدد من الطائرات الأمريكية في حرب الخليج الثانية.
تم تطوير الايغلا بنسخته من الجيل الثالث بعد تطور الأسلحة المضادة التي تستخدم البالونات الحرارية وتم تزويده بنظام تبريد للباحث يعمل بالنتروجين وعدل الباحث للعمل بنظامى توجيه بالأشعة تحت الحمراء وبالأشعة ما فوق البنفسجية ويمتاز بالحساسية العالية ومقاومته للتشويش الحديث مع باحث ذكي يميز بصمة الطائرة لتجنب الوسائل الخداعية .
كما شمل تطويره في نظام التوجيه النهائي إلى عادم المحرك مع فيوز تقاربي تأخيري لينفجر داخل العادم فيضمن إسقاط الطائرة ، وتسمح التعديلات في منافث الدفع للصاروخ بالاستدارة الحادة بعد الإطلاق في أول ثانية من بعد التحليق . وشمل التطوير زيادة مداه ليصل إلى ستة كيلومترات، ويعمل بنظام رقمي بالكامل مما سمح بزيادة وزن رأسه المتفجر إلى 2.5 كيلوغرام، وهو مزود بقطع معدنية مع صاعق ليزري ينفجر قرب الهدف بنحو خمسة أمتار فيقذف القطع باتجاهه ليضمن تفجيره.
تعتمد فعالية الصاروخ على وزن الرأس الحربي . كما يعمل الصاروخ بالوقود الصلب .. يتم توجيه الصاروخ عن طريق الرادار الصوتي , حيث يبدأ بمتابعة الهدف لحين الحصول على الرصد المؤكد ويصدر طنينا عندها يتم الإطلاق وتكون الإصابة شبه مؤكدة , ويحتوي الصاروخ على خاصية تحديد الأهداف الصديقة كما يستطيع التغلب على البالونات الحرارية وصواريخ التضليل.