يتصور الرئيس فلاديمير بوتين مستقبل روسيا العظيمة من موقف إمبراطوري ويعتبر أن مهمته الأولى تكمن في طرد الولايات المتحدة من أوروبا.
جاء ذلك في مقالة كتبها شون ماكفيت في صحيفة The Daily Beast وذكر فيها أنه ومن أجل إحباط خطط بوتين والانتصار في الحرب ضده يجب في البداية اتقان اللعب وفقا لقواعده.
وقال كاتب المقال:" قبل فترة طرح علي أحد الطلبة السؤال: لماذا لا توقف الولايات المتحدة، فلاديمير بوتين. وهذا الطالب ليس بالاعتيادي، والكلية التي يدرس فيها أيضا غير معتادة. فهو ضابط كبير من دولة حليفة والسؤال طرح في المدرسة العليا للخدمة الدبلوماسية في جامعة جورج تاون حيث أدرس استراتيجية الأمن القومي".
وتابع الكاتب القول، إن هذا الطالب ليس وحيدا ويطرح من قبل الكثيرين السؤال المحير- لماذا "يخرج بوتين دائما من الماء جافا" أي بدون عقاب أو عواقب على كل ما يقوم به.
قبل 5 سنوات كانت النخبة السياسية الخارجية في واشنطن تهزأ وتسخر من روسيا أما الآن فلا وقت للضحك والسخرية.
بدون أي شك يخوض بوتين" حرب ظل" ضد الغرب وهو يحقق الفوز تلو الفوز في الوقت الذي يفتق الأمريكان عقولهم حول ما يجري وما هي الحرب الهجينة. ما الفرق يا سادة، هيا بنا ننتصر. ولكن لكي يتم الانتصار على بوتين يجب قبل كل شيء وكما قال المفكر الصيني القديم (Sun Tzu) –" أعرف عدوك" .
أنا أعرف نوع الحرب التي ينفذها بوتين. لا تبحثوا عن هذه الحرب في كتب المدارس العسكرية، لن تجدوها هناك. يمكن القراءة عنها فقط في الروايات الأدبية. في رواية "حرب الظل" (Shadow War) يجري توضيح كيف تعمل طرق بوتين في تنفيذ الحرب. هذه حرب من نوع جديد تختلف عن تلك التي خاضها أجدادنا. يفوز الروس، لأنهم ينفذون "حرب الظل"، ببراعة أما نحن فلا نقوم بذلك. وإذا رغبنا بإيقافهم فيجب علينا اتقان هذه اللعبة.
مختصر القول إن الحرب غيرت طابعها وهي لم تعد مواجهة بين الجيوش في سبيل الوطن والحكام. الحرب الحديثة تجري في الظل. ولكن نرى أن الاستراتيجيين الأمريكان لا يزالون يعتمدون على صيغ الحرب التقليدية السائدة منذ الحرب العالمية الثانية. هم يعملون بشكل عشوائي وأما الروس فيمارسون " حرب الظل" ولذلك النصر يحالفهم.