تشرين2/نوفمبر 16, 2024
الشريط

اوباما يقترح شراكة عسكرية مع روسيا على المسرح العملياتي السوري Featured

تموز/يوليو 01, 2016 1998

قدمت إدارة أوباما اقتراحاً لاتفاقية جديدة حول سوريا مع الروس، و التي ستعمق التعاون العسكري بين البلدين ضد بعض الإرهابيين، مقابل أن تقوم روسيا بتخفيف قصف الثوار المناوئين للأسد.

يقول أحد الدبلوماسيين بأن الولايات المتحدة قامت بتمرير هذه الرسالة إلى الطرف الروسي يوم الإثنين الماضي بعد أسابيع من المحادثات المعمقة، بحيث يتمحور الاتفاق حول الوعد الأمريكي للمساهمة مع الروس في استهداف جبهة النصرة جوياً، وبهذا الحل الذي وافق عليه الرئيس أوباما تكون أمريكا قد اتفقت مع روسيا و لأول مرة بهذا المستوى منذ زمن طويل.

و في مقابل هذا الاستعداد الأمريكي، فإن روسيا توافق على الضغط على نظام الأسد للتوقف عن قصف فصائل عسكرية غير مصنفة إرهابية بالنسبة لأمريكا، غير أن أمريكا لن تزود الروس بمواقع هذه الفصائل بشكل دقيق حتى لة طلبت روسيا، و لكنها ستخصص مناطق جغرافية تكون آمنة من قصف نظام الأسد الجوي.

وزير الدفاع آشتون كارتر عارض هذه الخطة، و لكنه مضطر في النهاية للتوافق مع الرئيس الأمريكي، لأنه هنالك الكثير من داخل، و خارج الإدارة الأمريكية ممن أصيبوا بالإحباط بسبب مسألة صنع القرار فيما يخص في سوريا، و يعتبرون هذا الاتفاق الروسي-الأمريكي فاشلًا لعدة أسباب.

أحد اسباب فشل ذاك الاتفاق المنتظر هو أن الروس، كما قال روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا، لا يريدون الضغط على الأسد حقيقةً ، و أن هذا الضغط فيما لو قد حدث،  فقد ينتج عنه تغيرات طفيفة لا تستحق الذكر.

و السبب الآخر هو عدم وجود معلومات استخبارية يمكن الاعتماد عليها تحدد مواقع جبهة النصرة التي يراد استهدافها من بين مواقع  باقي الفصائل الثائرة، لكون هذه المواقع متداخلة.

و يتابع فورد القول بأنه حتى لو وافق السوريون على استهداف مناطق معينة دون مناطق أخرى،  فلن يمنع ذلك جبهة النصرة، أو غيرها من الفصائل الارهابية من تغيير مواقعها، و الانتقال إلى المواقع الأخرى.  و من جهة أخرى فإن قصف جبهة النصرة سيكون له آثار جانبية خطيرة كقتل المدنيين الأبرياء.

يقول فورد ايضاً: “من الصعب فهم هذه القضية، فإذا كانوا يحاولون تدمير القاعدة في سوريا،  فهل يعتقدون أن قصفها بهذه الطريقة سيكون نافعًا؟ إن طائرات الـــ اف  16 لا تحل مشكلة تزايد أعداد الجماعات الإرهابية.

و يقول أحد الدبلوماسيين “أن الخطة لا قيمة لها إن لم يلتزم الطرف الروسي بالجزء المخصص لروسيا أن تطبقه.” و الجدير ذكره هو أنه قام 51 دبلوماسييًا أمريكياً بتوقيع طلب للبيت الأبيض يحثّه على استخدام القوة العسكرية المركزة ضد نظام الأسد كوسيلة لزيادة الضغط عليه حتى تستطيع الولايات المتحدة حصد نتائج ملموسة.

أما الوزير كيري فما فتئ يهدد منذ أشهر بأنه إذا لم يلتزم الأسد بوقف إطلاق النار الحالي، المشهور باسم “وقف الأعمال العدائية”، فسيكون لدى أميريكا الخطة ب، و التي من جوهرها زيادة تسليح الثوار السوريين.

غير أن البيت الأبيض راح يحثُّ الخطى، و يلهث حول الاتفاق مع روسيا و الذي قد يترك الثوار السوريين في حال يرثى لها.  لأن مقاتلي جبهة النصرة يقاتلون الأسد (حسب رأي الكاتب والذي يبدو انه يروج للنصرة)، فإذا نجحت الخطة فسيكون الأسد في وضع أفضل، بينما ستكون الفصائل العربية السنية التي تُركت لتقاتل الأسد في وضع أضعف كما يقول آندرو تابلر، و هذه الاستراتيجية قد تمكن الأسد من إحكام سيطرته على حلب، و الذي سيكون قد حقق نصرًا عظيمًا له في هذه الحرب.

إذا قامت أمريكا و روسيا باستهداف جبهة النصرة فإن هنالك تغيرات سوف تحدث على الأرض في حلب و إدلب، و ستصب في مصلحة نظام الأسد، و قد تفيد ضمنيًا كلًا من الكورد و داعش.

بالنسبة لروسيا، فإن الاتفق ليس حول سوريا فقط، فالرئيس بوتين يرى في زيادة التعامل العسكري مع أميريكا اعترافًا بالدور الروسي في أوكرانيا، و خطوة نحو الابتعاد عن عزل روسيا، فالروس قد أوضحوا بشكل تام أنهم يريدون تعاونًا عسكريًا مع أميريكا، ليس فقط لمحاربة الإرهاب؛ بل لدعم موقفهم الدولي أيضًا.

رفض جون كيربي المتحدث الرسمي باسم الإدارة الأمريكية التعليق على الاتفاق، ولكنه دافع عن مبادئ الاتفاق الأساسية، فقال “كنا واضحين حول الالتزامات الروسية فيما يتعلق بوقف الأعمال العدائية، و كنا واضحين أيضًا حول الخطر الذي يمثله وجود القاعدة في سوريا على الأمن القومي الأميريكي، و نحن نبحث عن طريقة لحل هذه المعادلة وفق هذين المعطيين.”

بالنسبة للبيت الأبيض، فإن الأولوية ليست في وقف الحرب الأهلية في سورية، و التي يعتقد معظم دبلوماسيو البيت الأبيض بأنها غير مجدية، و لن تفضي إلى إسقاط النظام.  بينما اعترف أحد الدبلوماسيين الامريكيين بأن روسيا و نظام الأسد لا يحترمون وقف إطلاق النار، و لا يظهرون أي مستوى من التعاون اتجاه الحل السياسي.  غير أن البيت الأبيض قد قرر إهمال خطة الضغط على نظام الأسد السابقة.

يقول أحد الدبلوماسيين بمنطق تحليلي “إن التصعيد العسكري من جهة أو من أخرى لن يساعد على الحل في سوريا.فالبيت الأبيض يريد الحفاظ على وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة بالرغم من كل الخروقات، كما يريد أن يتابع العملية السياسية بالرغم من عدم تحقيق أي نتائج ملموسة.

و يقول أحد الدبلوماسيين “نريد الحفاظ على أقل مستويات ممكنة من العنف لأطول فترة ممكنة، إن ما نبحث عنه هو “من هو البديل؟”، و البديل هو إما استمرار مستويات العنف التي شهدناها في الأشهر الأخيرة، أو ظهور مستويات أسوء من ذلك العنف.”

قال السيد” جون برينن” المدير في وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، أن روسيا تحاول سحق معارضي الأسد، و أنها لم تلتزم بما يتوجب عليها في وقف إطلاق النار فيما يخص العملية السياسية في سوريا، و مع ذلك، فإن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعمل مع روسيا، فلن يكون هنالك أي تقدم سياسي دون التعاون الروسي الصادق للتقدم.

ولكنه يضيف بالقول أنه إذا كان ثمن جعل الروس يضغطون على الأسد للمضي في العملية السياسية هو جعل أميريكا تتخلى عن المعارضة السورية، وكتحصيل حاصل تمكين الأسد من كسب مناطق جديدة، فإن هذا هو أسوء اتفاق مع الروس، و سيكون الأسوء على الاطلاق أذا قبلت روسيا العرض الأميركي،  و لم تلتزم بتنفيذ ما عليها.

تحاول الإدارة الأميريكية بشكل غير مفهوم إيجاد حل خلّاق لسياستها في سوريا خلال الأشهر الأخير لها، غير أن الاقتراح الذي قدمه أوباما لبوتين سيكون له تكاليف باهظة على الولايات المتحدة أمام روسيا، ناهيك عن تكاليفه الباهظة على الأزمة السورية، و إطالة أمدها لفترة طويلة جداً بعد ترك أوباما لمنصبه.

Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com