قامت صحيفة " Business Insider" بتصنيف أقوى القوات الخاصة في العالم وحصلت على المركز الأول بحسب تصنيفها "أسود البحر"، فهل القوات الخاصة الأمريكية أقوى قوات في العالم؟
قال باحث في مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات، ورئيس تحرير مجلة "تصدير الأسلحة"، أندريه فرولوف بأن Business Insider قارنت بين "التفاح والبرتقال".
أسود البحر- قوات خاصة تابعة للقوات البحرية الأمريكية ومهمتها الاستخبارات وعمليات البحث والإنقاذ وما إلى ذلك. القوات الخاصة البريطانية SBS و SASوهي مرتبطة مع بعضها البعض بشكل وثيق وكذلك الإسرائيلية "سايرت ماتكال"، التي تم تشكيلها على صورة SAS، تعمل في الغالب خارج بلدانها.
أما القوات الخاصة الروسية "ألفا" فهي ذراع القوة للخدمات الداخلية، ومهماتها مكافحة الإرهاب الجريمة. والفرنسية GIGN هي وحدة مكافحة الإرهاب، ولكن في الوقت نفسه تعتبر مفرزة من القوات الخاصة التابعة للجيش والشرطة، وهي تشارك في عمليات في الداخل والخارج في أفغانستان وكوت ديفوار وفي منطقة الشرق الأوسط.
لذلك، إذا أراد الصحفيين الأمريكيين في Business Insider مقارنة القوات الخاصة، فكان يجب عليهم أن يدرجوا القوات الخاصة الروسية، التابعة لوزارة الدفاع ، مثلGRU وFSB ، أما "ألفا" لا مكان لها في هذا التصنيف على الإطلاق. ولكن من الممكن أنهم أدرجوا ألفا في الترتيب لأن الصحفيين لا يعرفون غيرها.
كما أن المعايير التي تمكن من إجراء مقارنة ليست واضحة. في المقام الأول، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المهام التي تقوم بها القوات. ثانيا، مستوى تدريب عسكري معين.
ثالثا: مستوى المعدات والتسليح، رابعا: ينبغي أن تأخذ في الاعتبار توافر القدرات التقنية لمواجهة التحديات التي تواجه القوات، خامسا: معيار أساسي للتقييم — نتائج العمليات، ولكن من المستحيل تحديدها، لسبب بسيط هو أنه لا أحد يعرف أين تعمل القوات الخاصة بالضبط وما المهمة التي تنفذ وما الأضرار التي تلحق بالعدو.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية إيفان كونوفالوف، من الواضح أن تصنيف بزنس إنسايدر سياسي، فمن غير الواضح تماما كيف قام الأمريكيون بوضعى. فإذا أخذنا معيار "عملية ناجحة لفترة معينة"، فإن المركز الأول يجب أن يعطى للخدمة الجوية الخاصة البريطانية، التي تأسست في عام 1941. ومن الناحية النظرية، يجب أن تكون القوات الروسية والبريطانية في المقام الأول.
"أسود البحر" لا يمكن أن تكون الأولى، وذلك لأن عملية القضاء على أسامة بن لادن ليس كافيا للحصول على المركز الأول. على سبيل المثال، إذا أخذنا بالاعتبار القوات الباكستانية SSG التي تعمل في ظروف صعبة للغاية — في المناطق القبلية على الحدود الأفغانية الباكستانية و القوات الخاصة الأمريكية في المعركة في مقديشو (الصومال)، المعروفة أيضا باسم "يوم رينجرز" — اتفق جميع الخبراء أن العملية كان مخططا لها بشكل سيء للغاية. قتل فيها 18 عسكري من القوات الأمريكية.
ولدى القوات الخاصة الأمريكية الكثير من العمليات التي باءت بالفشل: بالإضافة إلى المعركة في مقديشو، يمكننا أن نتذكر "عملية مخلب النسر" في عام 1980 — لإنقاذ 53 رهينة من السفارة الأمريكية في طهران، والتي انتهت بالفشل الكامل. وعملية "الأجنحة الحمراء"، عام 2005، في أفغانستان، التي تعتبر الحلقة الأكثر مأساوية في تاريخ "أسود البحر". العملية انتهت بالفشل — قتل 19 عسكري وسقطت مروحية وفقد الكثير من الوثائق السرية. لذلك، "أسود البحر" والقوات الخاصة الأمريكية عموما لا يمكن أن تكون في مقدمة التصنيف.