يرى خبراء ان تركيا قد تلجأ الى استخدام القواعد العسكرية الأميركية في تركيا واهمها قاعدة انجرليك الاستراتيجية كورقة ضغط ضد الولايات المتحدة على خلفية التوتر المستجد بين الطرفين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، بحسب ما نقلته فرانس برس، ففي وقت اعتبر وزير العمل التركي سليمان صويلو ان “واشنطن تقف وراء الانقلاب”، رجح الخبراء أن العلاقات الأميركية – التركية تتجه نحو المزيد من التوتر، خصوصاً مع رفض الولايات المتحدة تسليم الداعية الاسلامي عبدالله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ العام 1999 الى تركيا والذي تتهمه انقرة بالوقوف خلف الانقلاب.
وفي رد مباشر، أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن الادّعاءات بتورط واشنطن بالانقلاب الفاشل، الذي وقع في تركيا، تضرّ بالعلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي وأن التلميحات أو الإدّعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب، كاذبة تماماً وتسيء الى العلاقات الثنائية بيننا.
العلاقات الأميركية التركية
موقع تركيا الاستراتيجي وقربها من منابع النفط، دفع بالولايات المتحدة الى نسج علاقات استراتيجية مع تركيا، سمح لها بانشاء واحدة من أكبر القواعد العسكرية الجوية والبحرية التي تعطيها القدرة على التدخل العسكري السريع في المنطقة، إضافة الى تثبيت وسائط الرصد والإنذار المبكر ومحطات التجسس لمراقبة التحركات العسكرية لدول الجوار. ونظراً لاهمية هذه العلاقة عززت الولايات المتحدة القوات المسلحة التركية، بحيث أصبحت تملك أكبر قوة برية تقليدية (غير نووية) بعد ألمانيا في حلف الناتو.
تُعد القواعد العسكرية الأميركية في الأراضي التركية من أهم العناصر والمكونات الفاعلة في طبيعة العلاقات التركية – الأميركية، وتعود بداياتها إلى ستينيات القرن العشرين، عندما عقدت الولايات المتحدة الأميركية مع تركيا اتفاقية عام 1969، سمحت بموجبها للولايات المتحدة بإقامة 26 قاعدة عسكرية، بالإضافة إلى مراكز الرصد والإنذار المبكر، ومراكز الاتصالات اللاسلكية، وقواعد التجسس وجمع المعلومات، وكذلك التسهيلات البحرية في أهم الموانئ التركية. ومن اهم تلك القواعد:
قاعدة انجرليك:
من أضخم القواعد الجوية على الأراضي التركية، تقع على أبواب مدينة أضنة، ومجهزة بالطائرات والصواريخ وأجهزة الاتصال الرادارية المتطورة والبعيدة المدى، فيها الآلاف من الجنود الأميركيين والأوروبيين.
يسمح لهذه القاعدة بمراقبة أجواء الجزء الشرقي من البحر المتوسط، إضافة إلى مهماتها المخصصة للهجوم والدفاع. تتمركز فيها وحدات من القوة الجوية الأميركية التكتيكية، وتشكل البوابة الرئيسية لـ 70% من الإمدادات الجوية الأمريكية وحلفائها، الى كل من العراق وسوريا وأفغانستان.
استخدمت هذه القاعدة بشكل واسع في ضرب أهداف داخل العراق وسوريا في الحرب ضد تنظيم “داعش”، ومن مهماتها تقديم الدعم اللوجستي للقوات الأميركية العاملة في العراق وسوريا وفي عمليات التبادل الدوري لتلك القوات، وقد تلعب هذه القاعدة في المستقبل القريب الدور الأهم بعد إعادة خطة الهيكلة الشاملة للقوات الأميركية، والتي تعرف بـ”وثيقة المراجعة الشاملة للوضعية الدفاعية الأميركية”.
قاعدة: سينوب
تقع هذه القاعدة على الشاطئ الجنوبي للبحر الأسود، فيها رادارات بعيدة المدى وأجهزة اتصال متطورة، ويديرها موظفون من وكالات الأمن القومي. مهمتها جمع المعلومات عن نشاطات الدول القريبة من منطقة البحر الأسود، ورصد تجارب الصواريخ النووية وجمع المعلومات والنشاطات البرية. هذه القاعدة مزودة بأجهزة الكترونية متطورة حيث تلتقط رسائل الراديو الخاصة باتصالات الطائرات.
قاعدة بيرنكيك
وهي قاعدة مخصصة للإنذارات المبكرة في حال حصول أي هجوم صاروخي مٌعادٍ. هذه القاعدة استخدمت أثناء خلع شاه إيران “محمد رضا بهلوي” عن العرش، والأحداث الإيرانية التي تلت ذلك داخلياً وخارجياً بالتنسيق مع الأقمار الصناعية التي تلعب هي الأخرى دوراً في مجال الاتصال والمراقبة، وتقع على بعد ثلاثين كيلومتراً شمال ديار بكر.
محطة Kargaburun LORAN C
تقع على الجانب الشمالي من بحر مرمرة، وهي قاعدة لخفر السواحل. فيها محطة لتوجيه الملاحة البحرية عن بعد ومهمتها مساعدة سفن الأسطول السادس على تحديد مواقعها بدقة.
قاعدة أزمير الجوية
تستخدم هذه القاعدة للدعم الجوي، وتُعَدُّ مقر القيادة البرية للجزء الجنوبي من حلف شمال الأطلسي، وفيها قيادة القوة الجوية التكتيكية للأسطول السادس.
قاعدة بلياري
تقع هذه القاعدة جنوب العاصمة أنقرة، وتعتبر مركزاً رئيساً للتنصت على التجارب النووية التي كان يجريها الاتحاد السوفياتي السابق، سواء في البحر أو في باطن الأرض.
قاعدة أنقرة الجوية
هدف هذه القاعدة تأمين الجسور والإشراف على أجواء البحر الأسود، وفيها مركز عمليات تركي ـ أميركي مشترك.
قاعدة سيجلى
تقع إلى الشمال من أزمير، وهي قاعدة جوية تكتيكية تستخدم عند الحاجة للقوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي.
قاعدة الاسكندرونة ويومورتاليك
تقعان بالقرب من الحدود السورية، وتعدان من أهم مستودعات التموين والمحروقات. فيهما 20% من مخزون الأسطول السادس من الوقود، ومركز لتأمين الاتصالات الأميركية، ومحطة رادارية أرضية تابعة لنظام الرصد والإنذار المبكر لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
محطة رادار كيورديج
مركزها فى جنوب شرق تركيا وهي تابعة للدرع الصاروخية. تُعد محطه حديثة الإنشاء. كانت تركيا قد وقعت مع أميركا على معاهدة لنشر محطة رادار لمنظومة الدرع الصاروخية الأوروبية على أراضيها في منطقة قضاء كيورديج في محافظة مالاتيا الواقعة جنوب شرق تركيا.