كانون1/ديسمبر 18, 2024
الشريط

الحرب السورية ... مختبر حي لتطوير المنظومات المضادة للدروع

تشرين2/نوفمبر 07, 2016 3567

 

لقد تحولت ساحة الصراع السوري إلى حقل تجارب للاسلحة الروسية الحديثة، ومنها اجهزة التشويش الكهروبصري التي دخلت الحرب السورية في البداية مع المنظومة الروسية "شتورا" Shtora-1 والتي يعتقد ان المنظومة المعروفة باسم "سراب" Sarab-1 هي نسخة سورية مشتقة عنها زهيدة الثمن.

هل تستطيع مشوشات الـ "شتورا" او "سراب" خداع صواريخ TOW 2 ؟

اظهرت صور حديثة لحقل المعارك السوري نشر جيل جديد لمنظومة التشويش الكهروبصري السورية المعروفة بإسم "سراب" Sarab-1 والتي جرى تطويرها قبل بضعة أشهر لمواجهة خطر الأسلحة الصاروخية الموجهة سلكياً من أمثال TOW 2 الأمريكي، الذي استخدم بكثافة من قبل المعارضة السورية . التجهيز الجديد شوهد على سقف دبابة سورية من نوع T-72M1 خلال القتال في مدينة حلب .

وفي هذا الاطار يجيب الباحث والخبير العسكري أنور الشراد على هذا السؤال بالقول : في الحقيقة المنظومة الجديدة مميزة بمظهرها الحلقي ومن العدد الكبير لشمعات الزينون المحيطة بها ، إضافتا الى إتباع نظام توزيع من طبقتين لهذه الشمعات بدل آلية التوزيع المبسطة كما في النظام السابق "سراب" Sarab-1 . إن فكرة عمل المشوشات الكهروبصرية كتلك التي تجهز المنظومة الروسية شتورا ، قائمة على إرسال شعاع نبضي بشكل مستمر بأتجاه قطاع التهديد المحتمل بهدف التشويش على الصواريخ المضادة للدروع وحرف مسارها ، حيث يمكن للنظام المذكور تغطية مدى أقصى مؤثر لشعاع التشويش يتراوح ما بين 2.0-2.5 كلم.

وللتوضيح ، هذه المشوشات تعمل على إرسال شعاع في النطاق تحت الأحمر مقارب في خصائصه من حيث المدى الطيفي spectral range  وكذلك التحوير أو التضمين الترددي  frequency modulationمع ذلك الخاص بمقتفي أثر الصاروخ الموجه سلكياً. هذا الشعاع تلتقطه كما هو مفترض عدسة "قياس الزوايا" للإشعاع تحت الأحمر IR Goniometer في منصة إطلاق الصاروخ المعادي والتي بدورها سترسل معلومات توجيه خاطئة للصاروخ . أو بمعنى آخر ، إرباك جهاز استقبال الإشعاع تحت الأحمر في هذه المنصة وتضليله بمعلومات خاطئة عن موقع الصاروخ الفعلي قياسا بخط البصر .

فكما هو معروف في نمط التوجيه السلكي لمنظومات الجيل الثاني الصاروخية ، يعمل الرامي على المحافظة على الهدف في مركز تقاطع الشعيرات في منظار التصويب ويضغط زناد الإطلاق . الصاروخ خلال طيرانه باتجاه الهدف ، يصدر عنه من خلال منارة أو شعلة في مؤخرته إشارات تحت الحمراء على شكل شعاع ضيق وبأسلوب نبضي متقطع (بقصد المحافظة على موقعه في مركز منظار التصويب) . هذه الإشارات تلتقط من قبل عدسة "قياس الزوايا" في وحدة التعقب البصرية لمنصة الإطلاق . العدسة تقيس زاوية ورود الإشارات تحت الأحمر إليها من ناحية بيانات الارتفاع وزاوية السمت azimuth/elevation data ، وتحدد فارق الانحراف بين مسار الصاروخ وخط التسديد ، ومن ثم تزود وحدة توجيه الصاروخ بالبيانات المحصلة عن موقع الصاروخ لتجري التصحيحات اللازمة وترسل للصاروخ على شكل إشارات كهربائية عن طريق الأسلاك الممتدة بين مؤخرة الصاروخ ووحدة الإطلاق .

دور المشوشات OTSHU-1-7 يتركز هنا على إصدار إشارات تحت الحمراء زائفة ومضللة false signals في ذات النطاق لخداع عدسة "قياس الزوايا" ، وبالتالي ، ستقوم وحدة السيطرة والتحكم في منصة الإطلاق بإرسال تعليمات توجيهيه خاطئة للصاروخ عن طريق أسلاك التوجيه ، مما يجعل هذا الأخير ينحرف عن هدفه المحدد في منظار التصويب لحظة الإطلاق ، إما صعوداً للسماء أو هبوطاً للأرض .

الصاروخ الأمريكيTOW 2  الذي يتصدر المشهد الآن كأكبر قاتل للدبابات والعربات المدرعة الأخرى في ساحة الصراع السوري ، يستعمل منارة أو مشعل زينون Xenon beacon مدمج ضمن المقطع الخلفي لذيل القذيفة بغرض تتبع موقع الصاروخ . هذا المشعل يرسل إشعاع تحت الأحمر في نطاق معين ، يتم التقاطه لاحقاً من قبل مستقبل الإشعاع تحت الأحمر في منظار التعقب النهاري day-sight  tracker  والمتصل بدوره بمنصة الإطلاق

الصاروخ TOW 2 يستعين أيضاً بمشعل حراري Thermal beacon مساعد لنفس الغرض ، حيث تتم عملية التعقب بواسطة المنظار الليلي AN/TSA-4A . فخلال ظروف معينة في ساحة المعركة مثل الدخان الثقيل والغبار أو الضباب ، مشعل الزينون الذي يشتغل في النهاية الدنيا للطيف تحت الأحمر لا يستطيع اختراق الحواجب أو الأغشية obscuration  سابقة الذكر .

لذا ، جرى تزويد سلسلة الصاروخ ابتداء من النسخة TOW 2 بمشعل حراري عالي الكثافة high- intensity لتصحيح هذا النقص. المشعل الحراري يوفر مصدر تتبع جيد للموجة تحت الحمراء الطويلة وذلك على النقيض تماماً من مشعل الزينون بقابلية تعقبه المختصرة والمقيدة بالموجة القصيرة short-wave tracking وبهذه الخاصية يستطيع نظام التتبع الثنائي أن يوفر مقاومة للإجراءات المضادة الكهروبصرية وتحت الحمراء .

وبناءً عليه يبقي صاروخ TOW 2 عصيا على التشويش وسلاح قاتل في يد المعارضة السورية في وجه دبابات النظام السوري وحلفائه.

 

Last modified on الإثنين, 07 تشرين2/نوفمبر 2016 10:00

Related items

  • الإمارات العربية المتحدة تعزز الياتها البرية بمركبات  MRAP من فائض العتاد الدفاعي الأمريكي الإمارات العربية المتحدة تعزز الياتها البرية بمركبات  MRAP من فائض العتاد الدفاعي الأمريكي

     اعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي نهار الخميس في 8 مايو 2020، إن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على بيع ما يصل إلى 4569 Mine-Resistant Ambush Protected MRAP مركبة مدرعة مضادة للكمائن والألغام  إلى الإمارات العربية المتحدة بتكلفة تقدر بـ 556 مليون دولار.

     تشمل الصفقة المقترحة بيع عتاد من الفائض الدفاعي(EDA)  لما يصل إلى 4569 مركبة MRAP تتكون من مزيج من MaxxPro Long Wheel Base (LWB) ، MaxxPro (MRV) ، MaxxPro LWB ، MaxxPro Dash ، MaxxPro Bases Capsule ، MaxxPro MEAP Capsules و MaxxPro Plus و Caiman Multi-Terrain Vehicles Caiman Base  و Caiman Plus و Caiman Capsule  و MRAP All Terrain Vehicle (MATV)  وخدمات الدعم اللوجستي والعناصر الأخرى ذات الصلة.

      تتميز مركبات القتال المدرعة والتي صممت من اجل البقاء والحماية من الهجمات بالعبوات الناسفة والكمائن والألغام ، حيث تسببت العبوات الناسفة في معظم حالات القتلى الأمريكيين في العراق بنسبه (63 ٪) . وتتميز تلك الاليات بقدرتها على مواجهة التضاريس الوعرة واختراق مناطق الصراعات وتمشيط الطرق للقوات بواسطة ماسح أمامي إضافة إلى قدراتها على تحمل الانفجارات الناتجة عن ألغام أرضية عالية التفجير “IED” التي يتم زرعها في طرق المدرعات والعربات العسكرية الأخرى لتدميرها.

    تستطيع هذه المدرعات اجتياز الألغام شديدة الانفجار ويكون نتيجة تعرضها للانفجار هو استقبال الصدمة بصورة تدفعها في الاتجاه الرأسي ويمكن أن تنقلب أو تعود ثانية إلى الأرض دون أن يتعرض طاقمها للتدمير، تتميز إطارات المدرعة بأنها مقاومة للتسريب الهواء وفي أسوأ الظروف تقوم بإعادة تزويد الإطارات أوتوماتيكيًا.

    تم تصميم تلك المركبات خصيصًا للمشاركة في العمليات العسكرية للجيش الأمريكي في أفغانستان والعراق بعد أن منيت القوات الأمريكية بخسائر كبيرة في الأرواح بسبب الألغام الأرضية. كما تم تصميم هيكل المدرعات على شكل حرف “v” وشاسيه مرتفع عن الأرض وألواح تدريعية تحت جسم المدرعة إضافة إلى طبقات مدرعة من الزجاج في النوافذ بصورة تجعل كل مكوناتها قادرة على تحمل الانفجارات الشديدة.

    وتعتزم دولة الإمارات العربية المتحدة استخدام هذه المركبات لزيادة حماية القوة والقيام بعمليات المساعدة الإنسانية وحماية البنية التحتية الحيوية. بالإضافة إلى ذلك ، ستعزز MRAPs قدرة الإمارات على تقاسم العبء والقدرات الدفاعية "، ووفقًا للبيان الصادر عن  DSCA  لن تجد الإمارات العربية المتحدة صعوبة في استيعاب هذه المعدات والدعم في قواتها المسلحة."

     

  • روسيا تنقل سلاحا جديدا إلى سوريا.. لتجريب قدراته روسيا تنقل سلاحا جديدا إلى سوريا.. لتجريب قدراته

    نقل الجيش الروسي دبابة "أرماتا تي 14" إلى سوريا لتجريب قدرتها على التكيف مع أوضاع الحرب المختلفة، وفق تقرير لموقع "بوبلير ميكانيك".

    وأشار التقرير إلى أن الحكومة الروسية شحنت التصميم الجديد للدبابة لاستخدامها في الميدان السوري.

    وقال التقرير إن روسيا كانت تتباهى أنها ستنتج الآلاف من الدبابة بحلول 2020، لكنها حتى الآن لا تتوفر إلا على عدد قليل منها في أحسن الأحوال.

     ووفق التقرير فقد  استغل الجيش الروسي الحرب لاستخدام سوريا كحقل اختبار لمجموعة متنوعة من الأسلحة الجديدة، بما في ذلك مقاتلة الجيل الخامس من طراز "سوخوي 57" وحاملة الأسلحة الروبوتية أوران 9".  

    وقال الموقع إن روسيا قد لا تكون جربت الدبابة في القتال خوفا من الإحراج في حال تدميرها، وأشار إلى أن الجيش الروسي ربما اختبر أداء الأجهزة الإلكترونية في الدبابة الجديدة، وأنظمتها التي تلائم الظروف الصحراوية الحارة والجافة.

    ومن المحتمل أن يقوم العديد من زبائن روسيا العسكريين بتشغيل الدبابة في ظل ظروف مماثلة، مثل الهند والجزائر، وحتى إيران.

    وكشفت روسيا عن "أرماتا" في عام 2015، وتفاخرت بأنها ستمتلك 2300 دبابة جديدة بحلول عام 2020. ما يكفي لتسليح ما لا يقل عن سبعة أقسام دبابات في الجيش. 

    وأوضح التقرير أن الدبابة لم تدخل بعد مرحلة الإنتاج الضخم، إذ أن دينيس مانتوروف، وزير الصناعة والتجارة الروسي قال إن الانتاج التسلسلي للدبابة سيبدأ أخيرا ً في عام 2021.

  • الجي 36 تخرج من الخدمة والجيش الالماني يحدد مواصفات بندقية مشاة المستقبل الجي 36 تخرج من الخدمة والجيش الالماني يحدد مواصفات بندقية مشاة المستقبل

    اعلن المكتب الفيدرالي الألماني للعقود لصالح الجيش الألماني يوم 19 ابريل 2017 عن اطلاقه مناقصة لاستبدال نحو 120 ألف بندقية هجومية نوع جي 36 من صنع شركة هيكلر اند كوخ المستخدمة من قبل الوحدات العسكرية الألمانية.

    العقد الذي سيمتد نحو سبع سنوات ستبلغ قيمته نحو 245 مليون يورو وستقدم العروض من قبل الشركات المتنافسة بتاريخ 22 مايو 2017 وسيتم اختيار البندقية البديلة بحلول العام 2018 على ان تباشر عملية تصنيع البندقيات اعتبارا من تاريخ 1 ابريل 2019 وحتى تاريخ 31 مارس 2026.

    وفي الشروط المححد في المناقصة سيتم تقديم نموذجين من بنادق المشاة الخفيفة ذات الاسطون الطويل والاسطون القصير، كما لم بتم تحديد عيار البندقية ما يفتح المجال امام تقديم نماذج من عيار 5.56x45mm او من عيار 7.62x51mm متوافقة مع معايير الناتو، كما حدد دفتر الشروط ان لا يتجاوز وزن البندقية 3.6 كلغ لكلا العيارين، ومدة حياة للبندقية تتخطى 30 الف طلقة، ومدة حياة للاسطون تتخطى 15 الف طلقة من النوع المتفجر.

    البنادق الاوفر حظا والتي ستدخل المنافسة هي:

    • بندقية Heckler & Koch HK433

    hk433 1

    • بندقية Steyr-Rheinmetall RS556

     RS556

    • بندقية SIG Sauer MCX

     MCX SBR

    • بندقية  Beretta ARX-100/200

    9SR1

    ياتي قرار استبدال بندقية الجي 36 على خلفية مشاكل في دقة تصويب البنادق خلال أحد الاختبارات، وبناء عليه قررت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين في آب/أغسطس عام 2015 إخراج هذه البنادق من الخدمة واستبدالها ببنادق جديدة.

  • الداخلية المصرية تحدث أسطول مدرعاتها وسياراتها الداخلية المصرية تحدث أسطول مدرعاتها وسياراتها

    أجرت وزارة «الداخلية» المصرية، عملية تحديث لأسطول مدرعاتها وسياراتها، أملا في إحكام السيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعد عملية التحديث الثانية من نوعها خلال عامين.


    الوزارة لم تعلن عن الجهة المانحة لهذه السيارات كما لم تدل بأي معلومات عن عددها، أو قيمة عملية التحديث التي يتوقع أنها تكلفت ملايين الدولارت، بحسب صحيفة «البديل» المصرية الإلكترونية.

    ووفق بيان صدر عن الوزارة، فإن السيارة الجديدة مجهزة بغرفة احتجاز متطور تسع 6 أفراد من المشتبه بهم، ومزودة بأحدث الوسائل والمعدات التكنولوجية ووسائل الاتصال والربط، ومدعمة بمنظومة كاميرات متطورة (CCTV) و(ANPR) لرصد الحالة الأمنية وتوثيقها على الطرق والمحاور الرئيسية ولتحديد أرقام السيارات والتعرف على اللوحات المطلوب ضبطها.

    وأضاف البيان: «السيارة مزودة بجهاز (SCOUT-APP) الذي يتعامل مع منظومة الكاميرات المشار إليها وبه خاصية تحديد مواقع السيارات، وكذا البرامج المخصصة لأعمال البحث الجنائي، والمجهزة بمنظومة لنقل البيانات من المركبة للحسابات الإلكترونية الموجودة بالأقسام التابعة لها لاسلكيا وربطها بغرفة عمليات قطاع مصلحة الأمن العام، كما تم دعم السيارات بالعناصر الشرطية المدربة ذات الكفاءة المؤهلة لاستخدامها وكيفية التعامل مع المواقف الطارئة والخارجين على القانون».

    وسبق أن أعلنت الوزارة في منتصف 2014 عن دخول سيارات من ماركة «-3X BMW»، التي تجاوز سعرها نصف مليون جنيه في ذلك الوقت.

    وقال اللواء «محمود قطري»، الخبير الأمني، إن السيارات جزء شكلي من منظومة الأمن الوقائي الذي يعاني من تراجع كبير في مصر، والذي كشفه ارتفاع معدل الجريمة، مؤكدا أن ولكن الأهم من السيارات الحديثة هو العنصر البشري الذي سيقود هذه السيارات.

    وأضاف «قطري»،: «إذا كان العنصر الذي يقود المعدات الحديثة غير مؤهل فسيتعامل معها على أنها مجرد سيارات، بالإضافة إلى أن الأوضاع الأمنية في مصر لها طبيعة خاصة في ظل انتشار الجماعات المسلحة التي استطاعت تنفيذ عشرات العمليات في قلب العاصمة».

    وتحظى وزارة الداخلية المصرية، منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/ تموز 2013، بزيادات كبيرة في مخصصاتها المالية، وسط مطالبات برلمانية بزيارة رواتب الشرطة، ورفع ميزانية تسليح الأجهزة الأمنية لقمع أية احتجاجات ضد حكم الرئيس «عبد الفتاح السيسي».

Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com