عندما ترى رئيس الولايات المتحدة، من المحتمل أنك ستشاهد أيضًا جهاز الخدمة السرية الأميركي في أبرز دور له: الوقوف على أهبة الاستعداد لحماية القائد العام. غير أن هذا الوجود الظاهر بوضوح لا يشكل سوى جانب واحد من هذه الوكالة التي تحمي أيضًا نائب الرئيس وأسرته، والرؤساء السابقين ورؤساء الدول الزوّار.
وجهاز الخدمة السرية، الذي هو واحد من أقدم وكالات تطبيق القانون الفدرالية، يتولى أيضًا مهمة التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد البنية التحتية المالية للولايات المتحدة، بما في ذلك جرائم الإنترنت. يعمل لدى هذه الوكالة نحو 6500 موظف، بمن في ذلك العملاء الخاصون والضباط وموظفو الدعم، وله مكاتب ميدانية في كل ولاية وفي الخارج.
بعض الحقائق المثيرة للاهتمام:
جهاز الشرطة السرية لم يكن في الأصل مكلّفًا بحماية الرئيس.
في العام 1865 تمَّ تأسيس جهاز الشرطة السرية كجزء من وزارة المالية لمكافحة تزوير النقود الواسع النطاق في أعقاب الحرب الأهلية. كان ما يصل إلى ثُلث النقود المتداولة في ذلك الوقت مزيفًا، مما ألحق خسائر فادحة باقتصاد البلاد.
قال ميكي نيلسون، الذي كان سابقًا مساعد مدير جهاز الشرطة السرية، والذي يعمل الآن مع مجموعة كوماند الاستشارية (Command Consulting Group)، قال: “من السخرية بمكان أن الرئيس لينكولن وقّع مشروع قانون إنشاء جهاز الشرطة السرية قبل اغتياله مباشرة”. وأضاف، “إنما لم يكن ذلك يتعلق أبدًا بحماية الرؤساء في ذلك وقت”.
مكافحة التزوير لا تزال تشكل جزءًا كبيرًا من عمل جهاز الشرطة السرية
تواصل الوكالة التحقيق في تزوير العملة الأميركية في الداخل والخارج على حد سواء. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016، صادرت الوكالة 30 مليون دولار من الأموال المزورة – في أكبر عملية مصادرة في تاريخها- في بيرو.
الحماية بدوام كامل للرئيس بدأت في العام 1901
كان جهاز الشرطة السرية يوفر حماية غير رسمية، بدوام جزئي للرئيس غروفر كليفلاند في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر. بعد اغتيال الرئيس وليام ماكينلي في العام 1901- الاغتيال الرئاسي الثالث خلال 36 عامًا- طلب الكونغرس من جهاز الشرطة السرية تأمين الحماية للرؤساء بدوام كامل. وكانت أول مفرزة حماية في البيت الأبيض تتألف من رجلين فقط.
معظم إجراءات الحماية تتم مسبقًا
قبل أسبوع إلى أسبوعين من إقامة أية فعالية أو حدث رئاسي خارج واشنطن، تصل فرق جهاز الشرطة السرية مسبقًا إلى الموقع لتحديد طرق موكب السيارات الأولية والثانوية والطارئة، ولمسح المستشفيات، ولإعداد خطط أمنية لكل مكان سيزوره الرئيس.
ويشير نيلسون إلى “أن التخطيط المسبق هو المبدأ الأساسي لجهاز الشرطة السرية وهو سبب فعاليته الكبيرة”. فالناس يشاهدون دائمًا العملاء يحيطون بالرئيس، ولكن “ما لا يشاهدونه هي الأيام والساعات الطويلة من العمل الشاق قبل وصول الرئيس”. فعلى سبيل المثال، بدأ التخطيط بدوام كامل لمراسم تنصيب الرئيس في العام 2017 قبل 18 شهرًا.
ما هو السر الكبير؟
أصل اسم الوكالة لا علاقة له أبدًا بمؤامرات العصر الحديث وبكل ما يتعلق بالغرض الأصلي لمكافحة المزورين. وأوضح نلسون أنه “كانت توجد مجموعة من العملاء السريين في ذلك الوقت”. كانوا يعملون بشكل سري، ومن هنا جاء اسم “الشرطة السرية”.