اكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما، خلال مكالمة هاتفية الاربعاء، استعدادهما "لتكثيف التنسيق" العسكري بين بلديهما في سوريا، بحسب ما اعلن الكرملين.
وفور الإعلان عن رفع مستوى التنسيق بادر الطرفين الى رسم خطوطه العريضة لاطار التعاون التنسيق في ما بينهما.
وقد دعا الرئيس الروسي نظيره الاميركي الى السعي لانسحاب مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" من صفوف جهاديي جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، ومجموعات متطرفة اخرى "غير معنية بالهدنة"
من جهته قال البيت الابيض في بيان ان اوباما اعرب مجددا لنظيره الروسي عن "قلقه" ازاء عدم احترام نظام الرئيس بشار الاسد للهدنة، داعيا موسكو الى "الضغط" على حليفها السوري لكي يحترم التزاماته.
ويمكن رسم هذه المعادلة بشكل بسيط بالنسبة لاميركا تمتنع روسيا عن ضرب القوى المعتدلة التي تدعمها اميركا وتقوم روسيا أيضا بعدم السماح للنظام بتنفيذ غاراته عليها. في المقابل تتعهد اميركا بتوفير الاستعلام العملياتي الذي سيسمح لروسيا بالتمييز بين المواقع التابعة للمعارضة والقوى التابعة للتنظيمات الإرهابية.
الا ان الأمور لا زالت عالقة بين واشنطن ومومسكو حول تحديد من هي الوحدات التي تعتبر معارضة ومن هي الوحدات التي تعتبر منظمات إرهابية ومرتبطة بداعش او القاعدة. على الرغم من ذلك يبدو ان مسارالتنسيق العسكري في سوريا بين الطرفين بدات تتضح معالمه مع بدء تغيير أساليب ووسائل القتال من قبل الطرف الروسي.
فور الإعلان عن رفع درجة التنسيق أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نشر حاملة الطائرات ادميرال كوزينتوف في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية وستباشر الحاملة مهامها في تشرين القادم بهدف دعم العمليات الروسية فوق الأراضي السورية. وتحمل الكوزينتوف 15 سو 33 وميغ 29 ك و10 مروحيات كا 52 ، كا 27 وكا 31.
كما اعلن نائب وزير الدفاع الروسي يوري ايفانوفيتش بوريسوف ان روسيا قررت ارسال المزيد من الطاائرات القتالية الحديثة الى سوريا وضمنا المروحيات القتالية الكاموف كا 52 الملقبة بالتمساح " "بهدف تعزيز قدرات قواتها المنتشرة في سوريا والمشاركة في العمليات الروسية لمكافحة الإرهاب" وستكون مهمة المروحيات كا 52 استبدال القاذفات سو 25 التي سيتم سحبها من سوريا.
ووفقا لوزارة الدفاع الروسية فان الكا 52 هي مروحية مزدوجة المقاعد مخصصة للعمليات القتالية وتتناسب ومتطلبات المعركة في سوريا. كما تتميز الكا 52 بقدراتها على تنفيذ المناورات الجوية العنيفة وبتجهيزاتها الالكترونية الحديثة
الكا 52 مجهزة باحدث منظومات إدارة المعركة الجوية، وتستطيع تلفي وارسال البيانات مع طائرات او مروحيات أخرى بالإضافة الى الوحدات البرية. وتسمح منظومة إدارة المعركة الجوية بتحويل الكا 52 الى مقر قيادة وسيطرة جوي للقوى الجوية ززالبرية على حد سواء.
تمتلك الكا 52 ستة نقاط تعليق خارجية ما يسمح بتحميلها مزيجا متنوعا من الأسلحة والصواريخ مثل صاروخ فيخر وفيخر ام المضاد للدبابات وصواريخ جو – جو ايغلا . ويمكن للكا 52 نقل القنابل وراجمات الصواريخ . ويمكنها حمل 12 صاروخ فيخر ذات التوجيه اللايزري وتصل مداها الى 8 كلم وقادرة على اختراق الجروع من سماكة 950 ملم.
يأتي التحول في استخدام المروحيات القتالية الروسية بدلا من الطائرات القاذفة منسجما مع الإعلان عن رفع درجة التعاون والتنسيق بين واشنطن وموسكو اما أسباب رفع درجة التعاون والتغيير في استخدام الوسائل العسكرة القتالية يمكن شرح أسبابه بما يلي::
في ظل الإعلان عن رفع مستوى التنسيق العسكري بين روسيا وأميركا فوق سوريا تستطيع المروحيات تقديم الدعم الجوي التكتي في حين تتولى الطائرات الاميركية تقديم الدعم الجوي العام ولايستغرب المراقبون ان تقوم المروحيات الروسية بتقديم الدعم الجوي للوحدات الأميركية البرية نفسها.
المفاوضات الروسية الاميركية على خوض العمليات الجوية المشتركة بدات منذ فترة ووفقا لبعض الضوابط التي حددتها الإدارة الأميركية واهمها وقف الهجمات الجوية التي تنفذها طائرات النظام ضد وحدات المعارضة المدعومة من قبل اميركا.
واستمرار فشل الولايات المتحدة في تهيئة قوى معارضة مسلحة ومدربة من المخابرات الأميركية دفع باميركا للتراجع وإعطاء الأفضلية للقوات الروسية بإنجاز المهام التكتية المطلوبة. وتجدر الإشارة الى ان العديد من هذه القوى تعرضت لخسائر فادحة اثناء تنفيذها عمليات قتالية في مواجهة داعش.
ويتزامن وصول الحاملة كوزينتوف مع سحب الولايات المتحدة لحاملة طائراتها من المنطقة وستباشر كوزينتوف مهامها مطلع نوفمبر وبذلك تكون السيطرة البحرية للقوات الروسية والسيطرة الجوية للقوات الأميركية.
ومع توصل روسيا وتركيا الى حل الازمة الناشئة بينهما لم تعد ترى روسيا من حاجة لنشر الطائرات المقاتلة لتوفير الدعم الجوي للوحدات الروسية ولمواجهة الاتراك.
كما ان الروس يسعون الى الوصول الى اتفاق مع تركيا لتنفيذ عمليات جوية مشتركة ضد التنظيم في سوريا وهذا ما اسيئ فهمه عندما اعلن رئيس الوزراء التركي عن نية تركيا برفع مستوى التعاون مع روسيا وترجم على انه موافقة مبدئية بالسماح للطيران الروسي باستخدام قاعدة انجلريك الجوية.