الشريط

عبدالله الجنيد: G20 قمة الملفات المتداخلة

تشرين2/نوفمبر 18, 2015 1903
عبدالله الجنيد: G20 قمة الملفات المتداخلة   
ما كان للرئيس أردوغان أن يحلم أن تستضيف  تركيا قمة  G20 على خلفية أحداث دولية تنبئ بأن تكون هذه القمة مفترق طرق قد تسهم في
حل الكثير الملفات المتباعدة والمتقاربة في نفس الوقت. لكن أحداث الجمعة الأسود في باريس فرضت تعديل جدول الأعمال؛ ما أثر على مكانة المكان وجدول الأعمال، لدرجة أن وزير الخارجية الصيني -دمث الطباع- ألمح لاحتمال مطالبة الصين باعتبار حركة الأويجور التركستانية الانفصالية  “حركةً إرهابية”.

فالصين، تعتبر أن  جمهوريات آسيا الوسطى منطقة نفوذ شبه خالصة لها ولن تقبل سوى القسمة النسبية من حليفها الروسي، لكنها لن تقبل بنفوذ تركي يستند لادعاءات عرقية أوتاريخية في إقليم سنجيانج (تركستان الشرقية ).

حالة عدم الاستقرار العالمي وضعت جميع أعضاء مجموعة العشرين أمام تحديات صعبة، وخيارات غير مسبوقة، فمنطقة الشرق الأوسط بملفاتها المتداخلة التعقيد تحتل مركز الصدارة من حيث اولوية إيجاد حلول “مقبولة” من الجميع، وفي نفس الوقت، أن تفي تلك الحلول باشتراطات جنيف1، وفيينا1، في حدودهما القصوى الممكنة، وهوية دولة يتوافق عليها الجميع.

 هنا يأتي أهمية الدور السعودي، فالسعودية هي الدولة العربية الأوحد في المجموعة والممثل للمصالح العربية في كل الملفات المنظورة من القمة، ما يضع على عاتق  خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مسؤوليات وطنية وأخرى إقليمية، بالإضافة لمسؤوليات المملكة عربيًا وإسلاميًا لما لها من مكانة ودور قيادي دولي.

المملكة العربية السعودية لم تعد مجرد أكبر منتج نفطي، بل هي الآن من الاقتصادات الواعدة الذي تطمح الكثير من الدول أن تكون شريكاً استراتيجيًا لها في كل المجالات. كذلك تفرض مكانة المملكة وحجمها مسؤوليات أخرى في فضائها الجيوسياسي والجيواستراتيجي، لذلك تفهم المجتمع الدولي دورها في تحفيز و فرض الاستقرار، مثل إنفاذ إرادة الشرعية الدولية بتنفيذ قرار مجلس الأمن  2216  عبر اطلاقها عملية عاصفة الحزم لإعادة الاستقرار والشرعية في اليمن.

أما فيما يخص دورها  الإنساني والتنموي في كل قارات العالم وأولها مسؤوليتها تجاة النازحين واللاجئين من سوريا، فإن تلك العملية لم تنقطع منذ اندلاع الأزمة السورية في بلدان الجوار السوري وسواها. ناهيك عن إطلاقها لأول صندوق دولي تحت إدارة الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب في عهد المغفور له الملك عبدالله، والذي لو اتفقت الإرادة الدولية على تفعيل كامل آلياته وبرامجه، لكانت آفاق الحلول الممكنة قابلة للإدراك في الكثير من الملفات، ولربما كان من الممكن تلافي بعض آلام يوم الجمعة الأسود في باريس.

 الملك سلمان حضر القمة وهوممثل “للجنوب الجنوب”، كما جاء في البيان الختامي لقمة الرياض العربية اللاتينية، حيث حدد ذلك البيان أن رئيس القمة يمثل رؤية الجنوب الجنوب في علاقتهما بالشمال. هذا أولا، أما ثانيا، فإن الرياض سوف تحتضن القمة الخليجية المرتقبة، مما يترتب عليه ضرورة الانتباه لاحتياجات ورؤية السعودية لمفهوم الاستقرار في الشرق الأوسط لا رؤية الآخرين.

Last modified on الأحد, 10 تموز/يوليو 2016 08:00
Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com