فالصين، تعتبر أن جمهوريات آسيا الوسطى منطقة نفوذ شبه خالصة لها ولن تقبل سوى القسمة النسبية من حليفها الروسي، لكنها لن تقبل بنفوذ تركي يستند لادعاءات عرقية أوتاريخية في إقليم سنجيانج (تركستان الشرقية ).
حالة عدم الاستقرار العالمي وضعت جميع أعضاء مجموعة العشرين أمام تحديات صعبة، وخيارات غير مسبوقة، فمنطقة الشرق الأوسط بملفاتها المتداخلة التعقيد تحتل مركز الصدارة من حيث اولوية إيجاد حلول “مقبولة” من الجميع، وفي نفس الوقت، أن تفي تلك الحلول باشتراطات جنيف1، وفيينا1، في حدودهما القصوى الممكنة، وهوية دولة يتوافق عليها الجميع.
هنا يأتي أهمية الدور السعودي، فالسعودية هي الدولة العربية الأوحد في المجموعة والممثل للمصالح العربية في كل الملفات المنظورة من القمة، ما يضع على عاتق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مسؤوليات وطنية وأخرى إقليمية، بالإضافة لمسؤوليات المملكة عربيًا وإسلاميًا لما لها من مكانة ودور قيادي دولي.
المملكة العربية السعودية لم تعد مجرد أكبر منتج نفطي، بل هي الآن من الاقتصادات الواعدة الذي تطمح الكثير من الدول أن تكون شريكاً استراتيجيًا لها في كل المجالات. كذلك تفرض مكانة المملكة وحجمها مسؤوليات أخرى في فضائها الجيوسياسي والجيواستراتيجي، لذلك تفهم المجتمع الدولي دورها في تحفيز و فرض الاستقرار، مثل إنفاذ إرادة الشرعية الدولية بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 عبر اطلاقها عملية عاصفة الحزم لإعادة الاستقرار والشرعية في اليمن.
أما فيما يخص دورها الإنساني والتنموي في كل قارات العالم وأولها مسؤوليتها تجاة النازحين واللاجئين من سوريا، فإن تلك العملية لم تنقطع منذ اندلاع الأزمة السورية في بلدان الجوار السوري وسواها. ناهيك عن إطلاقها لأول صندوق دولي تحت إدارة الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب في عهد المغفور له الملك عبدالله، والذي لو اتفقت الإرادة الدولية على تفعيل كامل آلياته وبرامجه، لكانت آفاق الحلول الممكنة قابلة للإدراك في الكثير من الملفات، ولربما كان من الممكن تلافي بعض آلام يوم الجمعة الأسود في باريس.
الملك سلمان حضر القمة وهوممثل “للجنوب الجنوب”، كما جاء في البيان الختامي لقمة الرياض العربية اللاتينية، حيث حدد ذلك البيان أن رئيس القمة يمثل رؤية الجنوب الجنوب في علاقتهما بالشمال. هذا أولا، أما ثانيا، فإن الرياض سوف تحتضن القمة الخليجية المرتقبة، مما يترتب عليه ضرورة الانتباه لاحتياجات ورؤية السعودية لمفهوم الاستقرار في الشرق الأوسط لا رؤية الآخرين.