طوَّر خبراء عسكريون إسرائيليون دبابة جديدة ، تعمل بدون سائق ويتم التحكم بها عن بعد ومتناهية الصغر مقارنة بالدبابات التقليدية، وفي الوقت ذاته مزودة بسلاح آلي يجعلها قادرة على تنفيذ مهمات قتالية، وخاصة الاغتيالات الشخصية. ويمكن بواسطة الدبابة الجديدة تنفيذ عملية اغتيال دون تعريض أي من المنفذين لخطر المواجهة المسلحة مع الشخص المستهدف.
وحسب المعلومات التي نشرتها جريدة «دايلي ميل» البريطانية فان الدبابة الإسرائيلية الجديدة التي أطلق عليها مبتكروها اسم «Dogo» تستطيع صعود الدرج والتأقلم والتكيف مع مختلف التضاريس والأحوال الجوية، كما أن أداءها أفضل بكثير من أداء الإنسان، ولديها دقة عالية في التصويب في اتجاه الهدف. وتشير المواصفات إلى أن الدبابة يمكنها تصوير ورؤية كل ما يدور حولها وبزاوية 360 درجة، أي أنها تستطيع أن تنقل إلى مركز التحكم بها الرؤية كاملة، كما انها مزودة بسلاح مسدس من طراز «Glock 26» وهو مسدس آلي من عيار 9 ملم صغير الحجم، ومصنوع في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول «دايلي ميل» إن الدبابة الجديدة خفيفة الوزن وصغيرة الحجم وسريعة الحركة مصممة لاصطياد الأشخاص سواء كانوا واقفين، أو ممددين على الأرض، أو كانوا متوارين عن الأنظار كأن يكونوا مستلقين تحت السرير.
ويبلغ الوزن الإجمالي للدبابة 12 كيلو غراماً فقط، على انها تحتوي على بطارية قابلة لإعادة الشحن ولديها القدرة على تشغيلها مدة تتراوح بين 2 و5 ساعات، وذلك بحسب المهمة الموكلة لها، والعوائق التي تواجهها في طريقها.
وبحسب البيانات التي أفصحت عنها وزارة الحرب الإسرائيلية فإن الدبابة أيضاً ليست محملة بسلاح ناري آلي فقط، وهو سلاح للقتل والاغتيالات، وإنما تتضمن أسلحة غير قاتلة أو غير فتاكة إلى جانب السلاح الناري، حيث تحتوي على رشاش للفلفل أو البهار، وهو الذي يُستخدم في أعمال القمع ومكافحة الشغب، ويتسبب في حالة من العمى المؤقت للعين عندما يصيبها، ويستطيع أن يصل إلى هدفه من بُعد يتراوح بين خمسة إلى عشرة أمتار، وهو ما يعني انه يمكن استخدامها في أعمال الاغتيالات وقمع التظاهرات والاحتجاجات، وغير ذلك من المهام الأمنية والعسكرية.
وتقول وزارة الحرب الإسرائيلية إن الدبابة الجديدة المبتكرة يتم التحكم فيها بواسطة نظام متطور يُطلق عليه اسم «RCU» وهو نظام تحكم متكامل يتيح رؤية ما تراه الدبابة من أهداف حولها، ومن ثم استهدافها بمجرد لمسها على الشاشة، حيث يستطيع من يتحكم بالدبابة عن بعد أن يصدر الأومر بالقتل والتصفية عن بُعد أيضاً.
ويقول المطورون إن الدبابة «دوغو« بمقدورها أن تضرب خمسة أهداف حولها خلال ثانيتين فقط، أي أنها ذات قدرات عالية ويمكن أن تحدث تغيراً في أي مواجهة عسكرية برية، كما أنها مصممة لاستهداف أجسام أضخم منها حجماً وأطول، وهو ما يعني أن صغر حجمها أيضاً لا يشكل عائقاً أمام عملها العسكري.
ونشرت وزارة الحرب الإسرائيلية فيديو على الانترنت يُظهر الدبابة الجديدة حيث يبدو في التسجيل الترويجي مجموعة من الجنود الإسرائيليين الذين يقومون بتنفيذ عملية اقتحام وبحوزتهم عدد من دبابات «دوغو« التي يحملونها في حقائب صغيرة، ومن ثم يقومون بتشغيلها وإطلاقها نحو الهدف مع التحكم بها عن بُعد.
ورغم أن الخبراء الإسرائيليين يعتبرون الدبابة الجديدة إضافة نوعية مهمة لأي قوات عسكرية، إلا أن فكرة «دبابة بدون سائق» أو المركبة العسكرية المقاتلة التي تعمل بالتحكم عن بُعد ليست جديدة، حيث سبق إليها الروس والأمريكيون، وأنتجوا دبابات بدون سائق ولا جنود.
وتمكنت قبل شهور قليلة فقط شركة صناعات عسكرية في استونيا من تصميم وإنتاج دبابة بدون سائق ولا جنود، يمكن التحكم فيها بواسطة «ريموت كونترول» فضلاً عن أنها «قابلة للتكيف» مع ظروف المعركة والمكان الذي تعمل فيه، ويمكنها أن تتغير وتتحول بحسب الحاجة خلال العمليات القتالية على الأرض.
والدبابة التي أنتجتها شركة «ميلرم» المتخصصة بالصناعات العسكرية في أستونيا يمكن أن تحمل ما يصل إلى 680 كيلوغراما من المعدات القتالية والمواد المتفجرة وما إلى ذلك من مستلزمات. والدبابة الأستونية مزودة بنظام للتتبع، كما أنها تعمل بوقود هجين يمثل خليطاً بين المحروقات التقليدية والكهرباء التي تستمدها من بطارية محملة بها.
وحسب البيانات التي كشفت عنها الشركة الأستونية فإن الدبابة ذات حجم صغير نسبياً مقارنة مع الدبابات التقليدية المستخدمة حالياً في المعارك، حيث يبلغ حجمها ثمانية في ستة أقدام فقط، أما وزنها الإجمالي فيصل إلى 680 كيلوغراما، وتستطيع أن تحمل مثل وزنها تقريباً، وتتضمن منصة يمكن استخدامها في حمل أجهزة ومعدات الاتصالات، إضافة إلى الامدادات العسكرية، والأسلحة، وغير ذلك من المستلزمات القتالية المتنوعة التي تحتاجها القوات البرية خلال المعارك.
وبحسب مواصفات المركبة ففي حال كانت البطارية مشحونة بشكل كامل، وخزان الوقود معبأ، فمن الممكن أن تسير لمدة تصل إلى 8 ساعات متواصلة دون توقف ودون الحاجة إلى التزود بالوقود، على أن السرعة القصوى لهذه الدبابة تصل إلى 31 ميلاً في الساعة (50 كيلومترا في الساعة).
وسبق أن تمكنت روسيا أيضاً من صناعة دبابة متطورة وذكية بدون سائق أطلقت عليها اسم (Uran ـ 9) وهي مقاومة للحريق ولا تتأثر بلهيب النار، وتعمل بالتحكم عن بعد حيث لا تحتاج إلى أي سائق ولا مقاتلين بداخلها، إضافة إلى كونها صغيرة الحجم وقادرة تبعاً لذلك على الوصول إلى الأماكن التي لا تصل إليها الدبابات التقليدية.
وتشتمل الدبابة الروسية الصغيرة التي لا يزيد ارتفاعها كثيراً عن ارتفاع الإنسان العادي عندما يكون واقفاً، على رشاشات آلية كاملة، ومدفعية من طراز 30 مليمترا، وتستطيع أن تطلق ما بين 350 إلى 400 رصاصة في الدقيقة الواحدة.
وتقول روسيا إنها ابتكرت هذه الدبابة من أجل زيادة القدرات المتوفرة لسلاح المشاة التابع لها، ولقوات مكافحة الإرهاب، حيث أنها غير مزودة بالبشر وتعطي للقوات الروسية قدرة أكبر على الاستطلاع ودعم القوات الماشية على الأرض خلال المعارك والأعمال القتالية.
وتتكون الدبابة من اثنين من الرجال الآليين كأركان فيها بدلا من المقاتلين العاديين، كما أنها تتضمن عقلاً الكترونياً يقوم بتنفيذ الأوامر التي يتلقاها عن بُعد، أما الميزة الأخرى المهمة التي تتمتع بها الدبابة (Uran ـ 9) فهي «نظام استكشاف» فريد من نوعه يستخدم أشعة الليزر في استكشاف المخاطر ومن ثم يُصدر التنبيهات والتحذيرات منها ليتم التعامل معها سريعاً.
الشريط