يحصل حلف شمال الأطلسي (ناتو) لاحقاً هذا العام على أول طائرة عملاقة بلا طيار لأغراض الاستطلاع، تشارك ألمانيا بشكل كبير في اقتنائها وتشغيلها رغم التجربة الألمانية السيئة مع طائرة أخرى مشابهة، باتت تقبع في مرآب بمدينة مانشينغ الألمانية ويغطيها الغبار واسمها “اليورو هوك”.
وفي قمة دول حلف شمال الأطلسي المقامة في وارسو من المقرر الاحتفاء بطائرة “غلوبال هوك” (أو الصقر العالمي) بلا طيار المشابهة في تصميمها لسابقتها، والتي يتم عرضها بفخر أمام الاستاد الوطني عند مكان عقد قمة الناتو، ويتم اعتبارها مستقبل الطيران لحلف شمال الأطلسي.
وتتولى ألمانيا دور القيادة في هذا المشروع من حيث التموين والطاقم المسيِّر للطائرة عن بُعد، ويتساءل النقاد عن مدى جدوى ذلك قائلين إنه بالنظر إلى الماضي: في ربيع عام 2013، أوقف وزير الدفاع الألماني توماس دي مازيير تطوير “يورو هوك” بسبب مشاكل كبيرة فيما يتعلق بالسماح لها بالطيران في الأجواء الألمانية.
وفي ذلك الوقت كانت طائرة “يورو هوك” قد كلفت دافعي الضرائب الألمان 600 مليون يورو، وكادت فضيحة إيقاف المشروع أن تكلف دي مازيير منصبه. وتم إيداع الطائرة العملاقة بلا طيار في مكان للتخرين في أيلول/ سبتمبر عام 2013.
وكانت الحكومة الألمانية قد بدأت المشاركة في مشروع “غلوبال هوك” التابعة للناتو قبل حدوث كارثة “يورو هوك”. كلتا الطائرتين هما مثل التوائم: فلا توجد اختلافات بينهما من حيث الشكل الخارجي، لكن تقنية الاستطلاع في كل منهما مختلفة عن الأخرى. وتعتبر هذه الطائرات (التي طولها 14.5 مترا والمسافة بين جناحيها حوالي 40 مترا) من أكبر الطائرات بلا طيار في العالم. وبإمكانها التحليق على ارتفاع أكثر من 18 كيلومتراً والبقاء في الجو أكثر من 24 ساعة.
وتشارك ألمانيا بمقدار الثلث من تكاليف طائرات “غلوبال هوك” الخَمْس المقرر أن يحصل عليها الناتو، والتي يُقَدَّر سعرها بـ 1.3 مليار يورو، ومن المقرر تخصيص قاعدة جوية للناتو في منطقة سيغونيلا في صقلية بحيث يتمركز فيها نحو 120 جندياً ألمانياً في المستقبل، يشاركون في توجيه الطائرة وتقييم بياناتها. أما إجمالي الطاقم العامل في توجيهها وتقييم معلوماتها فيبلغ عدده 600 رجل وامرأة، والولايات المتحدة هي الوحيدة الأكثر انخراطاً من ألمانيا في إدارة مهام هذه الطائرة بلا طيار.
وقالت شركة نورثروب غرومان الأمريكية المنتجة للطائرة إنها ستنتهي من إنتاج أول طائرتين بلا طيار من هذا النوع بحلول نهاية هذا العام 2016، ثم سيتم اختبار أدائها لعدة شهور.