اعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تغريدة له على موقعه قوله “موقفنا اليوم واضح، فالحرب عملياً انتهت لجنودنا”. وأضاف على حسابه الرسمي على موقع تويتر “نرصد الترتيبات السياسية ودورنا الأساسي حالياً تمكين اليمنيين في المناطق المحررة”.
جائت هذه التغريدة عقب محاضرة ألقاها وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، بعنوان "الإمارات والتحالف وأزمة اليمن القرار الضرورة".التي أكد فيها أن عاصفة الحزم واستعادة الأمل التي قادتها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودعم ومساندة الإمارات، حققت أهدافها العسكرية بكل جدارة.
وأوضح أن من هذه الأهداف تحرير الكثير من المحافظات اليمنية، خصوصاً محافظتي عدن ومأرب، وتخليص المكلا من قبضة القاعدة الإرهابية، والالتفاف على العودة من باب المندب.
وأشار إلى أن الجيش الإماراتي لعب دوراً كبيراً مع قوات الشرعية والمقاومة الوطنية في تحقيق هذه الانتصارات، في ملحمة تُحسب للعرب من حيث الأداء الجوي والحملات البرية في أشكالها التكتيكية واللوجستية والاستراتيجية.
وأضاف أن الأهداف السياسية لعاصفة الحزم ثلاثة، هي العودة إلى المسار السياسي بين الأطراف اليمنية، وعودة الشرعية إلى السلطة، والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي الذي يحاول محاصرة المنطقة عبر اليمن.
وجزم قرقاش بأن الإمارات ستلعب دوراً في مساعدة اليمنيين لبناء وطنهم، إلا أن المهمة الكبرى تقع على اليمنيين أنفسهم، وعليهم الآن الوصول إلى اتفاق بشأن مستقبل وطنهم وبناء الدولة الحديثة، مشيراً إلى أن التدخل الأمريكي فشل في بناء الدولة في العراق وفي افغانستان.
وكان قرقاش بدأ محاضرته بالإشارة إلى أسباب تحركات الحوثيين وانقلابهم على الشرعية في 21 سبتمبر 2014، فاجتياحهم للعاصمة اليمنية ثم محافظة عدن في مارس 2015، والبيان الذي أصدرته المملكة العربية السعودية بهذا الشأن، وتأييد الإمارات لها ووقوفها إلى جانبها.
وبيّن أن هناك رغبة دولية لحل الأزمة اليمنية خلال العام الجاري، وأن نجاح المسار السياسي بات قريباً، وذلك بعد أن نجحت العمليات العسكرية في التأسيس السليم والمتين لخطوط سير هذا المسار، والذي يعد جزءاً من الأهداف المرجوة، إلى جانب عودة الشرعية إلى الأراضي اليمنية، والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي.
وأردف أن الأهداف المرجوة من العملية هو إفشال انقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية اليمنية، والسعي إلى عودة المسار السياسي المتفق عليه دولياً، مشيراً إلى أن أمن واستقرار اليمن يعتبر جزءاً من أمن واستقرار المنطقة.
وأشار إلى استمرار الدعم الذي تقدمه الإمارات لشعب وحكومة اليمن، والذي اعتبره جزءاً من التزامات الدولة تجاه الأشقاء العرب، والتي أرسى قواعدها الشيخ زايد «رحمه الله»، والذي ما زال مستمراً وسيبقى بفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي.
وأشار إلى أن القرار كان عربياً بامتياز، ونواته القيادية والعسكرية عربية كذلك، وذلك لإيمان دول التحالف العربية بضرورة تكاتف الجهود وتضافرها، في تحمل مسؤولية أكبر تجاه أمن المنطقة.
كما أكد أن قيادة السعودية للتحالف العربي والدور الإماراتي الحيوي، ينقذان اليمن ومستقبله، ويمثلان إطاراً واعداً يضمن أمن الخليج العربي في فترة صعبة حرجة، وأن الوقفة الشجاعة للملك سلمان بن عبدالعزيز أمام تحدي اليمن، والاستجابة الإماراتية الصادقة أعادت هيكلة المشهد الاستراتيجي في الخليج العربي بشكل إيجابي.
وزاد أن أمن المملكة العربية السعودية جزء من أمن الإمارات، وأمن الإمارات جزء من أمن السعودية، وهذا الحال ينطبق على جميع دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفاً أن مستقبل اليمن ونجاحه مسيرته السياسية يهم جميع دول الخليج، والأهداف التي نتطلع لها واحدة.
ولفت قرقاش إلى التفاجؤ الكبير الذي أوجدته الحملة العسكرية في اليمن، والتي حققت انتصارات عظيمة.
وأضاف أن قيادة دولة الإمارات لم تتفاجأ بما قدمه جنودنا البواسل من تضحيات وبطولات، من أجل إعلاء الحق والشرعية.