كما في أفلام الحركة يطالعنا الابطال مثل رامبو او غيره بقدرات خارقة على القتل المتواصل وهكذا يمكن توصيف الإرهابي الذي نفذ هجومه على ملهى رينا في تركيا وفقا لتوصيف احد الصحافيين الاتراك سيردار اينان في الملاحظات التي اوردها والتي تستحق التوقف عندها والتعمق في تحليلها:
يعرف ملهى رينا باجراءت الحماية المتشددة عند مداخله وللتحكم بكيفية دخول رواده، حيث يتمركز خارج الملهى اكثر من عشرة حراس شخصيين (بولدوزر) يتجاوز طولهم المترين إضافة الى عوائق من السلاسل المعدنية.
فور دخولك الملهى وتخطي الحراس الشخصيين يتوجب عليك اجتياز جهاز كاشف للمعادن وللاسلحة مثل تلك التي نراها في المطارات ويشغلها اثنين من الحراس الشخصيين الذن يقومون أيضا بالتفتيش للتاكد من عدم امتلاك رواد الملهى لاي سلاح.
داخل الملهى أيضا يتواجد عادة اكثر من 20 حارس شخصي يشبهون الغوريلا ويقومون بالتجول داخل الملهى للتاكد من عدم حصول اية تجاوزات من قبل الرواد.
وبطريقة غريبة تمكن الإرهابي من تخطي كافة هذه الحواجز والحراس الشخصيين لينفذ فعلته الشنيعة حيث قتل أربعين وجرح ستين شخص من رواد الملهى. وكل شخص من الضحايا او الجرحى أصيب بأكثر من ثلاث طلقات. بمعنى ان الإرهابي اطلق اكثر من 240 رصاصة.
بناء عليه كان على الإرهابي استبدال مخزن رشاشه لاكثر من ثمان مرات وبمعدل 15 ثانية لكل تبديل وبكل راحة وهدوء. ويقدر ان الهجوم الإرهابي استغرق اكثر من عشرة دقائق من دون ان يقدم احد على اعتراضه او يتجرا على رميه بالرصاص، فاين كان كل هؤلاء الحراس الشخصيين الأربعين؟ والاغرب من كل ذلك انه استطاع بكل بساطة ان يغادر الملهى وينجو بفعلته بعد العملية الإرهابية.
لا يمكن اعتبار ما حصل مجرد هجوم فردي إرهابي والتحقيق يجب ان يتعمق بكشف ملابسات الحادثة لانه لا يمكن لهذا الإرهابي ان ينجو بفعلته لولا وجود تواطؤ او مساعدة من داخل الملهى... وصولا الى التشكيك بدور القوى الأمنية والشرطة التي كانت متواجدة بكثافة في المنطقة لضبط الامن ليلة راس السنة خاصة بعد ورود تحذيرات بشان احتمال حصول هجمات ارهابية. والسؤال الذي يطرح كيف استطاع الإرهابي نقل هذه الكمية من الأسلحة والذخائر دون ان يتم اكتشافه وتوقيفه؟
كل هذا جرى في ظل علم المعنيين المسبق باحتمال حصول الهجوم وفي ظل اجراءات أمنية مشددة اتخذت خلال الايام العشرة الماضية بعد تقارير للمخابرات الاميركية عن هجوم محتمل.
وقد أعلنت السلطات التركية ان قوات الأمن التركية اعتقلت 8 أشخاص، على خلفية الهجوم الدامي وتزامن هذا الحدث مع اعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.
الهجوم الإرهابي على القلعة المحصنة رينا لا يقف عن حدود اعلان داعش لمسؤوليته عن الهجوم بل يجب ان يذهب الى كشف الخيوط الغامضة والمريبة لتفاصيل الهجوم علها تستطيع كشف المتأمرين والمتواطئين والمتخاذلين في حماية الأبرياء الآمنين.