وقال الجنرال فوتيل أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن القوات الأمريكية: “نقبل بتحمل المسؤولية، في مقتل 4 إلى 12 مدنيا في العملية”.
لكن القائد العسكري أكد في المقابل أن العملية أتاحت الحصول على “معلومات مفيدة”.
وأضاف أن التحقيق الذي فتح بعد العملية، لم يكشف عن أي “قصور” أو “قرارات سيئة” أو “خطأ في التقدير” من جانب العسكريين.
وكانت وحدة من القوات الخاصة في سلاح البحرية “نيفي سيلز” نفذت العملية في منطقة يكلأ في محافظة البيضاء، مستهدفة مجمعا فيه قياديون في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وكانت أول عملية يأذن بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أيام على توليه الرئاسة.
غير أنها لم تجر طبقا للخطة، فتسببت العملية بمقتل مدنيين من سكان البلدة، بينهم نساء وأطفال أصيبوا بنيران طائرات أو مروحيات استقدمت لمساندة الوحدة الخاصة.
وقتل في الهجوم قائد فريق القوات الخاصة وليام راين اوينز وجرح ثلاثة جنود أمريكيين آخرين في اشتباكات عنيفة. كما خسرت القوات الأمريكية طائرة مروحية من طراز “في 22 أوسبري”؛ إثر تعرضها لحادث أصيب فيه ثلاثة عسكريين أيضا.
وبحسب شبكة “سي أن أن”، قال فوتيل: “خسرنا الكثير في هذه العملية، وأتحمل مسؤولية ذلك، خسرنا عنصرا وجرح آخرون بالإضافة إلى تسببنا بسقوط ضحايا مدنيين، وخسرنا طائرة باهظة الثمن.”
وكان السيناتور، جون ماكين، الذي يرأس لجنة الكونغرس قال في تعليق على العملية: “عندما يكون هناك نساء وأطفال قتلوا وخسارة طائرة قيمتها 70 مليون دولار، ولم يتم إلقاء القبض على أي شخص كما كان مخططا له في هذه العملية، فإن المهمة لا تُعدُّ ناجحة.”
ورفض البيت الأبيض الانتقادات التي وجهت إليه بسبب العملية، معتبرا أن ذلك سيكون بمنزلة إهانة لذكرى الجندي الذي قتل فيها.
واستنكر والد الجندي الأمريكي القتيل ما وصفه بـ”العملية الغبية”، متسائلا عن السبب الذي دفع الرئيس دونالد ترامب للموافقة عليها.
وتساءل وليام أوينز في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ميامي هيرالد”: “لماذا في هذا الوقت كان يجب أن يتم تنفيذ هذه العملية الغبية، حتى قبل مرور أسبوع على تولي إدارة ترامب السلطة؟ لماذا؟”.
وأضاف: “خلال العامين الماضيين، لم يكن هناك جنود على الأرض في اليمن”، بحيث اعتمدت جميع العمليات “على الصواريخ والطائرات دون طيار؛ بسبب عدم وجود هدف يستحق التضحية بحياة أمريكي واحد. والآن فجأة، علينا أن نقوم بهذا الاستعراض الكبير”.