قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إنه سيعمل على عزل باكستان على الساحة الدولية، متهما إياها بـ"تصدير الإرهاب" سعيا إلى زعزعة الاستقرار في آسيا.
وفي خطاب متلفز ألقاه، السبت 24 سبتمبر/أيلول، في مدينة كاليكوت (بولاية كيرالا الجنوبية)، ذكر مودي أن أجهزة الأمن الهندية قتلت 110 إرهابيا خلال الأشهر الأربعة الماضية، عبروا خطوط وقف إطلاق النار في منطقة كشمير، قادمين من أراضي باكستان.
كما حمل رئيس الوزراء الهندي إسلام آباد مسؤولية التحريض على شن هجمات إرهابية في كل من بنغلاديش وأفغانستان.
وصرح مودي محذرا السلطات الباكستانية: "سأعزلكم.. سأجهد من أجل ذلك".
وجاءت تصريحات مودي في كاليكوت، وهي الأولى منذ مقتل 17 جنديا، على خلفية هجوم شنه مسلحون، الأحد الماضي، على قاعدة للجيش الهندي في جزء من كشمير تسيطر عليه نيودلهي. وقال محققون هنود إن جماعة "جيش محمد" المتشددة التي تعمل في باكستان تقف وراء الهجوم الأمر الذي تنفيه إسلام آباد.
وقتل 17 جنديا هنديا وأصيب آخرون في هجوم مسلح على مقر فرقة تابعة للجيش، الأحد 18 سبتمبر/أيلول، في منطقة كشمير الواقعة شمال البلاد، في أخطر حادثة من نوعها.
وقالت مصادر بالجيش الهندي: "من المرجح أن ما بين أربعة إلى ستة "جهاديين" اخترقوا مقر الفرقة فى "أورى" قرب خط التماس مع باكستان".
كما أكدت المصادر أن وحدات من الجيش قامت بتصفية أربعة "جهاديين" من بين المهاجمين، وتقوم بعمليات بحث عن وجود محتمل لمسلحين آخرين تسللوا إلى مقر القاعدة.
من جهته، أدان وزير الداخلية الهندي، راجناث سينغ الهجمات، وغرد في حسابه على "تويتر"، أنه تحدث مع القيادة السياسية والعسكرية بالمنطقة، كما أن كبار المسؤولين يتابعون الموقف.
وعلى خلفية الهجوم، ألغى سينغ زيارتين كانتا مقررتين لروسيا والولايات المتحدة، كان معدا لهما سابقا، ومن المقرر أن يقوم كل من وزير الدفاع، مانوهار باريكار، ورئيس الأركان، الجنرال دالبير، بزيارة المقر المذكور.
وحتى الآن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.
وهذه ليست الحادثة الأول التي يتعرض فيها جنود هنود لهجمات مماثلة كان آخرها عندما قتل متشددون 8 من مسؤولي الشرطة الهندية وأصابوا 20 آخرين إثر مهاجمتهم قافلة أمنية في كشمير مطلع شهر يوينو/حزيران الماضي.
وتصاعد العنف في كشمير، مع تزايد حدة التوتر الاجتماعي والمشاعر الانفصالية في الولاية ذات الأغلبية المسلمة التي ظلت على مدى عقود بؤرة للصراع الاستراتيجي بين الهند وباكستان، إذ يطالب كل طرف بالمنطقة بكاملها، لكنه لا يسيطر سوى على نصفها.
وخاضت الهند وباكستان، منذ استقلالهما في العام 1947 حربين من ثلاثة حروب بينهما على كشمير.