عطلت قاضية فدرالية أميركية مساء السبت جزئياً قرار الرئيس دونالد ترامب منع رعايا سبع دول إسلامية من السفر إلى الولايات المتحدة مؤقتاً، إذ أمرت السلطات بوقف ترحيل اللاجئين والمسافرين المحتجزين في المطارات منذ الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2017 بموجب القرار الرئاسي.
وبحسب وثيقة صادرة عن المحكمة الفدرالية في بروكلين السبت 28 يناير/كانون الثاني فإن القاضية آن دونيلي وفي أعقاب المراجعات التي تقدمت بها منظمات حقوقية عديدة أبرزها “الاتحاد الأميركي للحريات المدنية”، أصدرت أوامرها للسلطات الأميركية بعدم ترحيل أي من رعايا الدول السبع المشمولة بالحظر الرئاسي وهي إيران والعراق واليمن والصومال والسودان وسوريا وليبيا، إذا كانت بحوزتهم تأشيرات ووثائق تجيز لهم الدخول إلى الولايات المتحدة.
كما أمرت القاضية السلطات الأميركية بنشر لائحة بأسماء كل الأشخاص الذين أوقفوا في مطارات البلاد منذ مساء الجمعة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وبحسب تقارير إعلامية فقد أوقفت السلطات في المطارات الأميركية العشرات من رعايا الدول السبع المشمولة بقرار الحظر وذلك منذ مساء الجمعة حين وقع ترامب أمره التنفيذي الذي بدأ سريانه على الفور، ولكن عدد هؤلاء الموقوفين لم يعرف بالضبط حتى الآن.
وأشارت تقديرات الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إلى أن القرار سيؤثر على 100 إلى 200 شخص تقطعت بهم السبل في المطارات الأميركية لكن محامين من الحكومة لم يتسن لهم تأكيد هذا الرقم، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وسارع مدير “الاتحاد الأميركي للحريات المدنية” أنتوني روميرو إلى الترحيب بقرار القاضية الفدرالية.
وقال لدى خروجه من الجلسة الطارئة التي عقدتها المحكمة “هذا نهار مميز. هذا القرار يثبت أن الرئيس ترامب يصدر قوانين أو أوامر تنفيذية غير دستورية وغير قانونية، والمحاكم موجودة للدفاع عن حقوق الجميع”.
وذكر المحامي لي غيلرنت التابع للاتحاد الأميركي للحريات المدنية، أن المحكمة أرسلت الأمر القضائي إلى السلطات المعنية بهدف ضمان عدم ترحيل أي من المسافرين الذين تم إيقافهم بموجب قرار ترامب للهجرة.
وأوضح أن القضية لا تزال في بداياتها وهذا الحكم ما هو إلا أول الغيث إذ أن المحكمة ستعقد جلسة استماع أخرى في شباط/فبراير المقبل، ولكن “المهم هذه الليلة أن أحداً لن يتم وضعه على متن طائرة” لترحيله.
ويعتزم الاتحاد اليوم الأحد طلب تنظيم وقفات احتجاجية في مختلف أنحاء البلاد، رفضاً لقرار ترامب الذي نفى أن يكون قراره التنفيذي الذي يقيد الهجرة إلى الولايات المتحدة حظراً على المسلمين، وأثنى على القرار وقال إنه يؤتي ثماره، وإن نجاعته واضحة في المطارات الأميركية.
ومع بدء تطبيق قرار ترامب تقييد دخول اللاجئين، احتجزت السلطات الأميركية عدداً من اللاجئين فور وصولهم إلى المطارات الأميركية، بينما تظاهر مئات الأشخاص في مطار جون كينيدي في نيويورك احتجاجاً على هذه الإجراءات، فضلاً عن تظاهر العشرات داخل مطار دالاس في واشنطن.
وبالإضافة إلى المسار القضائي الذي سلكته هذه الجمعيات الحقوقية للطعن بقرار ترامب دعت التظاهرات إلى إطلاق سراح الموقوفين وغالبيتهم ممن لديهم تأشيرات صالحة أو يحملون حتى البطاقة الخضراء (تصريح الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة).
وقالت مراسلة الجزيرة إنه يُتوقع أن يكون من بين المعتقلين لاجئون سوريون مُنحوا حق اللجوء في أميركا بعد مرورهم بمرحلة استغرقت شهوراً من الفحص والتحري من قبل اللجان التي أنشأتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وفي الشأن نفسه تعهد نائبان ديمقراطيان في الكونغرس الأميركي عن ولاية نيويورك بمواجهة قرارات ترمب في المحاكم والشوارع الأميركية. وقالت النائبة نيديا فيلاسكيز في مؤتمر صحفي بمدينة نيويورك إن قرار ترمب يتناقض مع القيم الأميركية.
كما انتقد حاكم ولاية فيرجينيا تيري مكالف قرار ترامب بشأن الهجرة، وقال إنه لا يمكن السماح بما دعاها الإجراءات العنصرية التي تتخذها إدارة ترامب وتغذي الكراهية.
من جهة أخرى، قالت مصادر في مطار القاهرة الدولي إن خمسة عراقيين ويمنياً كانت وجهتهم مطار جون كينيدي في نيويورك منعوا من ركوب رحلة “مصر للطيران” رقم 985، رغم أنهم يحملون تأشيرات هجرة سارية، حيث اتصل مشرف الرحلة بسلطات مطار كينيدي وأبلغها باستعداد الستة للسفر، لكن السلطات الأميركية ردت بأنهم ممنوعون من الدخول.