شهد بحر إيجه الأحد 29 يناير/ كانون الثاني 2017 مواجهة قصيرة بين بوارج يونانية وتركية قرب جزر يونانية صغيرة تطالب بها أنقرة، في حادث جديد على خلفية توتر متنامٍ بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع اليونانية إن “بارجة قاذفة للصواريخ من البحرية التركية يرافقها زورقان للقوات الخاصة دخلت المياه الإقليمية اليونانية قرب جزر إيميا اليونانية التي تطالب بها أنقرة”.
وأضافت الوزارة أن سفنا لخفر السواحل اليونانيين يرافقها زورق استطلاع للبحرية “راقبت بشكل دائم تحركات السفن التركية”، وحذَّرتها من “الانتهاك” الذي ارتكبته للمياه الإقليمية، لافتة إلى أن البوارج التركية غادرت المنطقة بعد سبع دقائق.
وفي الجانب التركي، نقلت وسائل الإعلام أولاً أن اليونان أعاقت تقدم بارجة تركية على متنها قائد الأركان الجنرال خلوصي أكار نحو جزر إيميا.
وتحدثت وكالة دوغان الخاصة للأنباء عن “توتر” استمر نصف ساعة، قبل أن تعود البارجة التركية إلى بودروم في جنوب غربي تركيا.
ولكن بُعيد ذلك، نقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية عن القوات المسلحة التركية أن سفينة صغيرة لخفر السواحل اليونانيين وصلت وراقبت ما يحصل من بعيد.
وذكرت الوكالتان أن الجنرال أكار “كان يعاين” البوارج التركية في بحر إيجه.
ونقلت الأناضول عن رئاسة الأركان التركية، نفيها الادعاءات حول إعاقة زورق تابع لخفر السواحل اليونانية للجولة التي قام بها أكار.
وقال بيان صادر عن رئاسة الأركان إن “أكار قام اليوم بتفقد السفن الحربية التركية المتمركزة في بحر إيجة، وقام بجولة مستقلاً زورقاً هجومياً في منطقة جزيرة قارداق الصخرية التركية (تقع قرب جزر يونانية)”.
وأشار البيان إلى حساسية تلك المنطقة قائلاً “البحرية التركية واليونانية تراقبان المنطقة على مدار الساعة، وفي حال قدوم سفينة حربية يونانية أو زورق هجومي للمنطقة تذهب القوات البحرية التركية للمنطقة وتقوم بمتابعة الوضع”.
وأوضح أنه “خلال جولة أكار وصل إلى المنطقة قارب صغير تابع لخفر السواحل اليوناني، وتابع الوضع من مسافة بعيدة، إلا أنه لم تحدث أية إعاقة لجولة رئيس الأركان هناك”.
ويأتي هذا الحادث بعدما رفضت المحكمة اليونانية العليا أن تسلم تركيا ثمانية عسكريين أتراك تتهمهم أنقرة بالمشاركة في محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو، ما أثار استياء تركيا التي توعدت بإلغاء اتفاق وقَّعته مع اليونان والاتحاد الأوروبي حول إعادة استقبال المهاجرين.
وسبق أن أثارت جزر إيميا التي تبعد سبعة كيلومترات فقط من السواحل التركية توتراً بالغاً بين أنقرة وأثينا. وكادت الأمور أن تتطور إلى مواجهة عسكرية بينهما في 1996 لولا ضغط دبلوماسي مارسته الولايات المتحدة.