أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أنّ «لدينا كامل القدرة والإرادة على مواصلة الحرب ضدّ الإرهاب»، ودعا إلى وضع استراتيجية شاملة لمواجهته، تشمل بالاضافة الى الجانب العسكري والأمني الجانب الثقافي والتربوي.
كلام العماد قهوجي جاء خلال كلمة له مساء أمس في حفل افتتاح مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني، المؤتمر الاقليمي السادس بعنوان «الشرق الاوسط في ظل النظام العالمي الجديد، وتداعيات الصراع العالمي على المنطقة» في فندق مونرو - بيروت، برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ممثلا بوزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، والذي يستمر على مدى 3 أيام، بحضور: وزير الصناعة حسين الحاج حسن، الوزير السابق خليل الهراوي وعدد من الشخصيات، وبكلمات لمدير المركز العميد الركن فادي ابي فرّاج، قائد الجيش العماد جان قهوجي والرئيس سلام.
وأشار العماد قهوجي في كلمته الى ان «انعقاد هذا المؤتمر في لبنان وللمرّة السادسة على التوالي بتنظيم من الجيش اللبناني، يأتي ليعبّر مجدّداً عن إرادة مؤسّستنا العسكرية في التفاعل مع الطاقات العلميّة والفكريّة، الوطنيّة منها والخارجيّة، وتبادل الخبرات والأفكار والطروحات، بما يسلّط الضوء على واقعنا العربي والشرق أوسطي عموماً، وذلك إدراكاً منّا أنّه ليس بالبندقيّة وحدها تُحمى الأوطان، بل أيضاً بالمعرفة التي تحدّد وجهة تلك البندقيّة وتنير الطريق إلى الحقيقة، كما أنّه ليس بالقوّة وحدها يصان الأمن وتحلّ المشكلات والمعضلات، بل أيضاً بالرؤية الصائبة والتخطيط الجيّد القائم على أسس علميّة وواقعيّة.
وقال: «إنّه لمن المؤسف حقاً، بعد مرور نحو خمس سنوات، والعالم العربي لا يزال ينزف دماً وخراباً وتهجيراً، في ظلّ رؤية ضبابيّة لما يمكن أن تؤول إليه الأحداث والتطوّرات المتسارعة. فمشهد النزاعات العسكريّة، لا يزال غير واضح، وصورة الحلول السياسيّة المنشودة لم تكتمل بعد، فيما يستمرّ الإرهاب في ممارسة جرائمه الوحشيّة داخل المنطقة وخارجها، على الرغم من الضربات القاسية التي تلقّاها خلال الأشهر الأخيرة على يد أكثر من جهة».
وأضاف: «بات من الضروري وضع استراتيجية شاملة لمواجهته، تشمل بالاضافة الى الجانب العسكري والأمني الجانب الثقافي والتربوي، وهذه مسؤولية مشتركة بين الدول والمؤسسات التعليمية والاجتماعية والدينية على اختلافها، تفضي في نهاية المطاف الى تنشئة الأجيال تنشئة صحيحة، ترتكز على المبادىء الإنسانية والوطنية، والقيم الدينية التي تدعو الى التسامح وقبول الآخر، والحوار البنّاء بين مختلف أبناء الديانات السماوية».
وتابع: «لقد كنّا في الجيش اللبناني سبّاقون في إدراك حجم هذا الخطر، فواجهناه بكلّ ما أوتينا من إمكانات وقدرات، وقدّمنا للعالم نماذج حيّة حول كيفيّة الإنتصار عليه وإحباط مخطّطاته، بدءاً من معركة الضنيّة في مطلع العام 2000، إلى معارك الحدود الشرقية اعتباراً من العام 2014، وصولاً إلى الأمس القريب، إذ حالت يقظة قوى الجيش وأهالي بلدة القاع، دون تمكين الإنتحاريين من تنفيذ مخطّطهم، وجعلتهم يتساقطون الواحد تلو الآخر داخل البلدة، كما قامت مديريّة المخابرات بتفكيك عشرات الشبكات الإرهابيّة، بعضها على درجة عالية من الخطورة، كان بصدد ضرب مرافق حيويّة وتجمّعات شعبيّة في أكثر من منطقة لبنانية».
وأردف: «أغتنم فرصة لقائنا، لأؤكّد مجدّداً أنّ لدينا كامل القدرة والإرادة على مواصلة الحرب ضدّ الإرهاب، وأنّ أيّ عمل إرهابي قد يحصل هنا أو هناك، ومهما كانت طبيعته ونتائجه، لن ينال قيد أنملة من عزيمتنا وإصرارنا على حماية لبنان، والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاله».
ويفتتح برنامج اليوم الثاني للمؤتمر: بجلسة عامة يُديرها العميد الركن ابي فرّاج تمتد من التاسعة صباحاً ولغاية الثانية عشرة والنصف ظهراً، وتتضمن جلستين: الاولى من التاسعة صباحاً ولغاية العاشرة والنصف يتحدّث فيها: عضو مجلس امناء ملتقى التأثير المدني رئيس «المؤسسة المارونية للانتشار» نعمة افرام، السفير الروسي الكسندر زاسبيكين، كلمة جامعة الدول العربية، وختاماً كلمة صاحب الرعاية الرئيس سلام.
أما الثانية فمن الحادية عشرة قبل الظهر وحتى الثانية عشرة والنصف ظهراً يتحدّث فيها: رئيس منتدى الحوار الوطني فؤاد مخزومي، السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبّور، رئيس منظمة IReMMO لشؤون النازحين باتريك رينولد، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، والوزير السابق دميانوس قطّار.
ومن الثانية بعد الظهر ولغاية الرابعة، تبدأ اعمال جلسة المناقشات الاولى في القاعات المخصصة داخل الفندق.
اليوم الثالث للمؤتمر: يبدأ (الخميس 14 الجاري) بجلسة لمتابعة مناقشات مجموعات العمل في القاعات المخصصة داخل الفندق من التاسعة صباحاً ولغاية الثانية عشرة والنصف ظهراً، تليها جلسة المناقشات الرابعة والنهائية لصياغة التوصيات من الثانية بعد الظهر ولغاية الرابعة.
اليوم الرابع للمؤتمر: (الجمعة 15 الجاري) يُفتتح بالجلسة العامة الختامية واعلان توصيات مجموعات العمل، وذلك من التاسعة صباحاً وحتى الحادية عشرة من قبل الظهر، يليها من الحادية عشرة والنصف وحتى الاولى بعد الظهر تكريم الراعيين الماليين من قبل ممثل قائد الجيش.