تشرين2/نوفمبر 23, 2024
الشريط

هل هناك جاسوس روسي يعبث بوكالة الأمن القومي الأميركي؟

نيسان/أبريل 21, 2017 10871

أكد كيفين بولْسِن، في مقاله على موقع "الدايلي بيست" الأمريكي، وجود أساليب متنوعة يمكن لبوتين من خلالها أن يوجه رسائله إلى الخصوم، أكانت سياسية أم أمنية أم إلكترونية.

وكتب بولسِن عن التسريبات التي أعلنها أشخاص يعرّفون عن أنفسهم بأنهم "وسطاء الظل"، فأشار إلى أنها بدأت في الأشهر الأخيرة من ولاية إدارة أوباما وتصاعدت بعد قصف واشنطن لمطار الشعيرات. ويقول خبراء الأمن إنّ هجمات وسطاء الظل تناسب نمطاً معيناً من هجمات القرصنة للمخابرات العسكرية الخارجية الروسية.

سرقة للبيع أو للابتزاز؟
الخبير في الشؤون الأمنية بروس شناير قال للموقع: "أظن أن هنالك شيئاً ما يحصل بين الولايات المتحدة وروسيا نرى أجزاءً منه فقط. ماذا يحصل عندما تذهب الدول العميقة إلى الحرب مع بعضها البعض ولا تخبر بقيتنا؟". يشير بولسن إلى أنّ وسطاء الظل ظهروا في أغسطس (آب) الماضي ونشروا سلسلة من أدوات تهكير تعود لمجموعة "إكوايشن غروب" وهو اسم صناعي أمني لأحد برامج وكالة الأمن القومي والذي يخترق الحواسيب الخارجية لجمع المعلومات. ويذكر بولسن أن القراصنة حاولوا في البدء الظهور بمظهر من يريد سرقة أسرار الوكالة وبيعها لأعلى مُزايد. لكنهم عمدوا لاحقاً إلى تسريب أكثر من ملف، مجاناً، بشكل يبدو مرتبطاً بتعثر العلاقات بين واشنطن وموسكو.

توقيف مشتبه به ... و"الوسطاء" مستمرّون
منذ البداية، يكتب بولسن، لم يكن لدى الخبراء شك كبير في ضلوع روسيا بالموضوع، بمن فيهم إدوارد سنودن نفسه الذي غرّد في أغسطس (آب) على تويتر مشيراً إلى "مسؤولية روسية". وأضاف حينها: "لِمَ فعلوا ذلك؟ لا أحد يعلم، لكنني أشتبه أن هذا (له علاقة) بالدبلوماسية أكثر من المخابرات، ومرتبط بالتصعيد حول قرصنة اللجنة الديموقراطية الوطنية".

وبدأت التحقيقات في مكتب الإف بي آي في نفس الشهر وتمكن الأخير من توقيف متعاقد مع وكالة الأمن القومي يدعى هال مارتن بعد اكتشاف تخزينه لأسرار الوكالة في منزله لأكثر من عقدين. لكن حتى مع اعتقال الرجل، ظل وسطاء الظل ينشرون رسائل وملفات مختلفة. وتابع بولسن كاتباً عن اعتقاد سنودن وخبراء آخرين بأنّ الروس حصلوا على الرمز بدون مساعدة شخص من الداخل، عن طريق خرق الحاسوب الخادم (سيرفر) كما كتب.

تقاعدوا في يناير ... وعادوا بعد التوماهوك
أعلن وسطاء الظل "تقاعدهم" في 12 يناير (كانون الثاني) قبل 10 أيام على تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة بشكل رسمي. ويشير بولسن إلى أنّ المجموعة لم تعاود نشاطها إلا في هذا الشهر وبعد استهداف الجيش الأمريكي لمطار الشعيرات رداً على الهجمات الكيميائية للنظام السوري على خان شيخون. بعد يومين على إدانة روسيا لضربة التوماهوك، نشرت المجموعة جزءاً آخر من أسرار الوكالة مع رسالة مطولة ضد ترامب تعترض على قراره بشن الهجوم على القاعدة العسكرية. ومنذ ذلك الحين يتصرف هؤلاء القراصنة ب "عدائية" وبدا ذلك من خلال ما حصل يوم الجمعة الماضي من نشر رمز أدوات متطورة للوكالة واستهداف أجهزة ويندوز. ومن خلال هذا الهجوم تم وضع بعض قدرات هذه الوكالة في "أيدي كل قرصان مبتدئ قادر على استخدام لوحة المفاتيح".

أحجية بأجزاء مفقودة
أضاف بولسن أن هذه المرة لم يتوقف هؤلاء عند نشر الرمز، بل قاموا لأول مرة في "تاريخهم القصير" بنشر جداول بيانات داخلية للوكالة إضافة إلى وثائق من بينها ما هو "سري للغاية". لا شيء مؤكد، بحسب بولسن الذي يصف وسطاء الظل بأحجية ذات أجزاء مفقودة. ومع ذلك فإنّ الوكالة "لن تضع أبداً" جداول بيانات مصنفة وبيانات أخرى ضمن برنامج "باور بوينت" على حاسوب خادم. لا يمكن أن تأتي هذه إلّا من داخل وكالة الأمن القومي كما يؤكد كاتب المقال. وهنا تدخل في الحسبان نظرية مطاردة الجاسوس الروسي التي سادت كـ "طقس" من طقوس الحرب الباردة.

جاسوس على مستوى رفيع
يقول المخطط الاستراتيجي للأمن القومي في شركة كاربون بلاك، إريك أونيل للدايلي بيست: "أعتقد أننا في الغالب ننظر إلى شخص أصبح مارقاً من الداخل، أو متقاعد لديه وصول إلى هذه المعلومة. في كلتا الحالتين، لدينا شخص في المجتمع الأمني تمّ وضعه كجاسوس (على مستوى) رفيع". ويشرح بولسن أن أونيل الذي كان مراقباً متخصصاً في الأف بي آي، ساعد سنة 2001 في كشف روبرت هانسن الذي كان عميلاً مزدوجاً في المكتب ويتجسس لصالح روسيا.

أساسيات في عالم المخابرات
إذا كان لموسكو من جاسوس في الوكالة سنة 2013، التاريخ الأحدث للوثائق المقرصنة، فإنّ الخبير الأمني شناير يستبعد وجوده في الوكالة حتى اللحظة، وإلّا لما كان هنالك وجود لوسطاء الظل: "أنت تنشر فقط عندما يكون الأمر نافعاً كإحراج أكثر منه كمخابرات. إذاً عندما تملك أصولاً بشرية داخل وكالة الأمن القومي، لن تنشر. هذه الأصول مهمّة جداً". مارتن المعتقل قد يكون مشتبهاً به على الرغم من أنه ليس من وسطاء الظل يشير بولسن. لكنه عمل في أحد برامج الوكالة وكان لديه أكثر من 50 ألف غيغا بايت من المواد المصنفة داخل منزله. ويطرح كاتب المقال فرضية، بدون أن يجزم، بإمكانية أن يكون مارتن نفسه قد تمّت قرصنة حواسيبه.

من يعلم ما سنملكه المرة المقبلة؟
كان سنودن الذي سرّب وثائق ومعلومات أمنية من وكالة الأمن القومي نفسها التي تعاقد معها، أشار إلى سهولة نسبية في سرقة الملفات منها. لكنّ المخطط الاستراتيجي الأمني أونيل يعتقد أن مكافحة التجسس واصطياد الجاسوس باتا "أسهل من الماضي بقليل الآن" بسبب مسارات التدقيق والتعقبات وسجلات الحاسوب الخادم حول الشبكات المصنفة. لكن حتى ذلك الوقت، يتوقع بولسن أن يظل وسطاء الظل ناشطين إذ ينقل عن آخر بيان لهم سؤالهم: "من يعلم ما سنملكه المرة المقبلة؟".

Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com