الشريط
 |
بقلم: د.عبدالله خليفه الذوادي
تعتبر القرصنه الالكترونيه (Cyberattack) القائمه الآن بين أمريكا و الصين أحدى العوامل المؤثره جدا في العلاقه بين البلدين العملاقين. وفي هذا الصدد اصدر البيت الابيض قراره رقم (EO 13636) فبراير 2013 بالعمل على خلق إطار سايبراني أمني (cybersecrity framework) موحد تلتزم به المؤسسات و الشركات الأمريكيه و مزودي الخدمات على كيفية الحمايه من القرصنه الالكترونيه.
هذه القرصنه الإلكترونيه حفزت دولا اخرى في العالم في استخدام سلاح القرصنه الالكترونيه لإيقاع اكبر قدر من الضرر بالخصوم أو المنافسين. اذ تتعرض دول الخليج العربي و بالأخص المملكه العربيه السعوديه للهجوم و القرصنة الالكترونيه (Cyberattack) من قبل مجموعات قراصنه خارجيه بأهداف مختلفه منها التجسس و سرقة المعلومات و نشر الإشاعات حتى تصل للهجوم الالكتروني و تخريب الخدمات الأساسيه مثال على ذلك الهجوم الذي تعرضت له شركة أرامكو السعودية عام 2012 و نتج عنه محو للمعلومات من 30000 جهاز كمبيوتر.
تشير الدراسات لإحدى الشركات الأمنيه في الشرق الأوسط "أن مجموعات قراصنه السايبريين الإيرانيه قامت بتعقب و قرصنة 500 هدف في العالم، 44% منها داخل المملكه العربيه السعوديه". يرجع سبب هذا الهجوم السايبراني الى الاحتقان السياسي بين السعوديه وإيران و الحروب القائمه في الشرق الأوسط و تكاثر المنظمات الإرهابية الطائفيه المسلحة و دعم الآله الإعلاميه المتطرفه لها و التي تنذر بحرب الكترونيه (cyberwar) شامله تعتمد بالأساس على التقدم المتسارع في تكنولوجيا الانترنت والاتصالات و أمن المعلومات تطبيقاتها.
تقوم عملية القرصنه بالأساس على أستحواذ كلمات المرور و المعلومات الشخصيه للأفراد من مواقع الانترنت و حسابات التواصل الاجتماعي و الهواتف الذكيه و دفع لفيروسات تصنت في أجهزتهم. تتنوع الفئات المستهدفه الى مؤسسات و قيادات أمنية و عسكريه، مصانع المزودون للمؤسسات العسكريه، و ايضا المؤسسات السياسيه و الاقتصادية، الخدمات الحيويه و مراكز الابحاث في الدوله.
في ظل وجود هذه الرغبه المشتعله لدى البعض بالهجوم المستمر على الدول الخليجيه، اذا يتوجب على المختصين و صناع القرار العمل على حمايتها وذلك بإنشاء "مركز للأمن السايبراني الخليجي الموحد"، الذي يعمل على مدار الساعه بنظام المبادره في الحمايه من التعرض للهجوم وفق إطار سايبراني أمني معتمد و أنظمة وشبكات إتصالات الكترونيه و أمنيه حديثه تديرها كوادر وطنيه خليجيه مثقفه و مدربه تدريب عال تعي أهمية هذه المرحله. و يعمل المركز على مراقبة عمليات محاولات القرصنه و التعرف على مصادرها و التعامل معها.
ومن مهام المركز أيضا القيام بالتدقيق المستمر على انظمة مؤسسات الدوله من خلال مراجعة تقييم للأنظمة و الإجراءات الحاليه فيها للتعرف على أماكن الثغرات و مكامن إحتمالات التعرض للقرصنه و الاحتفاظ بملف خاص لمستوى الجاهزيه الأمنيه لكل مؤسسه حكوميه. والعمل على معالجة و سد هذه الثقرات بالقرارات و الأنظمة المناسبه و حمايتها من الإختراق و الاستهداف.
