الشركة التي تتخذ من دبي مقراً حصلت على 100 ألف دولار
"أكاكوس تكنولوجيز" تفوز بالجائزة الكبرى في منافسات الشركات الناشئة في جيتكس
شركات ناشئة من السعودية إلى فرنسا تثير إعجاب لجنة التحكيم بحلول متنوعة في مسابقة "سترَت أب" للتمويل
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة
أثارت مستويات الجودة العالية التي اتسمت بها الحلول المبتكرة، والحماس الذي أظهره رواد الأعمال الشباب، إعجاب أعضاء لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة "جيتكس سترَت أب" التي دعَت أصحاب الشركات الناشئة إلى التقدّم بمحاولات للحصول على تمويلات مجموعها 160 ألف دولار، في واحدة من أبرز فعاليات أسبوع جيتكس للتقنية 2016.
وأتاحت فعالية "الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس" المجال للمتنافسين من رواد الأعمال للحصول على أربع جوائز نقدية، وكان أمام كل منهم خمس دقائق فقط لإقناع لجنة التحكيم، المؤلفة من أعضاء بارزين قادمين من مناطق بعيدة مثل وادي السليكون، بأن أفكارهم ستجسّد "شيئاً مهماً مقبلاً في عالم التقنية". واستغرقت المنافسات ومحاولات الفوز بالتمويل ثلاثة أيام وشهدت تنافساً بين ما يزيد على 38 شركة ناشئة، تأهل الفائزون فيها جولة بعد أخرى مقتربين من الجائزة الكبرى.
ولم يتردّد خبراء لجنة التحكيم بتقديم نصائحهم إلى المشاركين في المنافسات مع استمرار الفائزين في الانتقال نحو الدور النهائي من المسابقة، لا سيما وأن هؤلاء الأعضاء أنفسهم كانوا مؤسسي شركات ناشئة اكتسبوا خبرات واسعة في هذا المجال عبر مسيرتهم في تأسيس شركاتهم التقنية التي حققت نجاحات باهرة. ومنحت المسابقة جائزة كبرى قدرها 100,000 دولار للفائز الأول في الحراك العالمي للشركات الناشئة بجيتكس، و20,000 دولار لكل فئة من الفئات الثلاث: أفضل شركة ناشئة شبابية، وأفضل شركة ناشئة عربية، وأفضل شركة ناشئة نسائية.
وقال عضو لجنة التحكيم داريوس مُعيني، مدير تطوير المختبرات والمشاريع في المركز الألماني التقني لريادة الأعمال، إن القرار باختيار الفائزين "كان صعباً نظراً للتفاوت الكبير بين التقنيات المعروضة"، معتبراً أن الأمر شكّل "تحدياً مثيراً للاهتمام عند المقارنة بينها"، وأضاف: "كانت الشركات الناشئة على مستوى رفيع من الإمكانيات ما جعلنا نحن أعضاء لجنة التحكيم نختلف فيما بيننا حول الشركات الأحق بالفوز بالجوائز، قبل أن نتخذ قراراتنا بصعوبة".
وقدّمت شركة "أكاكوس تكنولوجيز"، التي تتخذ من دبي مقراً والفائزة بجائزة جيتكس العالمية الكبرى البالغة قيمتها 100,000 دولار، حلولاً شاملة لإدارة أساطيل المركبات تعمل على تحسين إرسال المركبات ومستويات سلامة العمل. وتقوم الشركة التي فازت حديثاً بعقد مع مؤسسة "تاكسي دبي"، بتثبيت كاميرات ومجسات أمام السائق لالتقاط حركة العين وإمالة الرأس وسلوك القيادة لحظة بلحظة.
وبهذه المناسبة، قال طلال بن حليم، الشريك والمدير الفني لشركة "أكاكوس تكنولوجيز" إن الفوز بجائزة جيتكس العالمية لهذا العام "يعني لنا كل شيء"، معتبراً أن المشاركة في منظومة الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس "كانت أمراً مثيراً للاهتمام"، وأضاف: "أتاح لنا هذا الأسبوع التواصل مع نظرائنا والتعرف على الأفكار والفرص الجديدة، وهذا أمر أهمّ بكثير من الفوز بالجائزة".
في المقابل، حصلت شركة "سوّاقي" السعودية على جائزة "أفضل شركة ناشئة بإدارة عربية" البالغة قيمتها 20,000 دولار، وذلك لقاء تطبيق صُمّم لمساعدة الأسر السعودية على التواصل مع سائقيهم الخاصين. وتشمل مزايا هذا التطبيق تحديد وجهة الرحلة للسائق، وإرسال التنبيهات المتعلقة بالتقدم في مسار الرحلة وعند الوصول، دون أن يكون على السائق قراءة أية رسائل أو تلقّي مكالمات هاتفية أثناء سير الرحلة.
وأعرب سيبستيان ديتزل، الشريك المؤسس لسواقي، عن فخره بالفوز بجائزة أفضل شركة ناشئة بإدارة عربية في جيتكس، وسروره بتكريم الجهود المبذولة والأفكار الموضوعة "بعد شهور من العمل الجاد"، وقال: "نرى أن من شأن منتجاتنا تسهيل الأمور على الأسر والسائقين، والأمل يحدونا في أن تكون هذه مجرد خطوة أولى في مسيرتنا نحو رواج تطبيق "سواقي" وشيوع استخدامه لدى كل الأسر في المملكة".
أما شركة "إد تك" القادمة من دبي، والتي تغطي خدماتها الاحتياجات التعليمية حول العالم أجمع، فقد فازت بجائزة "أفضل شركة ناشئة بإدارة شبابية" البالغة قيمتها 20,000 دولار، لقاء موقعها التعليمي Teach Me Now، الذي يتيح للمعلمين والطلبة فصولاً افتراضية لإثراء تجربة التعلّم. ووصفت تيا مايرفولد، مؤسِّس الشركة ومديرها التنفيذي، الموقع بأنه "إي باي التعليم الشخصي"، الذي يهدف إلى جعل التعليم في متناول الجميع، وقالت: "أول درس تعليمي تمّ عبر الموقع شهد تقديم أستاذ في فنزويلا درساً تعليمياً لطالب في منطقة الشرق الأوسط".
وأضافت مايرفولد، المقيمة سابقاً في دبي والعائدة إليها لتأسيس شركتها: "ينمو مشهد ريادة الأعمال والشركات الناشئة في دبي نمواً سريعاً، فالمدينة تنطوي على كثير من الإمكانات، كما أن الدعم الحكومي المقدّم في دبي ودولة الإمارات لرواد الأعمال مهمّ ورائع، وهو أمر متنامٍ ومتغير بسرعة كذلك".
بدورها فازت "أكاوستك آرتس" بجائزة قدرها 20,000 دولار، عن فئة "أفضل شركة ناشئة بإدارة نسوية"، بعد أن قدمت مؤسِّستها مريم مارسيتو من فرنسا للمنافسة على التمويل في مسابقة "سترت أب". وابتكرت هذه الشركة مكبراً موجّهاً للصوت أسمته "A" هو الأكثر تطوراً من نوعه في العالم. ويكوّن هذا الاختراع شعاعاً صوتياً ضيقاً يتيح للمستخدم توجيهه إلى مستمع بعينه عبر الغرفة دون أن يسمعه أي شخص آخر. ويحظى هذا الاختراع بإقبال على موقع التمويل الجماعي "إندييجوجو".
وأكّدت مارسيتو بمناسبة الفوز، أن "التكريم كان مُجزياً"، مُعربة عن "تقديرها لتكريم رائدات الأعمال في معرض جيتكس، ولإدراك المنظمين أهمية دعمهن في تحقيق أهدافهن".
من جانبها، أعربت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لأسبوع جيتكس للتقنية 2016، عن سرورها لكون الفائزين في المنافسات المكثفة التي شهدتها مسابقة "سترت أب" للتمويل، التي استضافتها دبي خلال الأيام الثلاثة الماضية "جاءوا من أنحاء العالم؛ من لبنان إلى كندا وغيرهما"، معتبرة أن في ذلك دلالة على عالمية المواهب الإبداعية المشاركة في الحدث، وإبرازاً لفرص التفاعل والتواصل بين الشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم مع أعضاء لجنة التحكيم الذين قدِموا إلى دبي بخبرتهم الواسعة وتجاربهم التوجيهية الاستراتيجية من مناطق بعيدة مثل وادي السليكون، وقالت: "أثارت إعجابنا أجواء الثقة والإبداع التي طغَت على اجتماعات التمويل، وورش العمل الإرشادية، واللقاءات المباشرة التي تمّت على مدى خمسة أيام، من مؤسسين تقنيين شباب في فعالية الحراك العالمي للشركات الناشئة بجيتكس".
وكان أكثر من 420 شركة ناشئة قدمت من 60 بلداً، شاركت في فعالية الحراك العالمي للشركات الناشئة بجيتكس هذا الأسبوع، وقد أصبحت هذه الفعالية، في عامها الأول، الأبرز من نوعها في العالم هذا العام.