في ذلك اليوم قام الطيران الروسي بتحدي المدمرة الامريكية ، وشارك في العملية طائرة روسية مزودة بمنظومة التشويش الالكتروني “خيبيني Khibiny ” التي قامت بإعماء رادارات المدمرة “دونالد كوك”، في حين شنت قاذفة اخرى من نوع “سوخوي-24” غارات وهمية على المدمرة والتحليق فوقها بشكل مباشر في ظل عجز أجهزة الأخيرة عن رصد القاذفة.
الحادث المذكور، أسفر عن إعراب زهاء عشرين فردا من طاقم السفينة الأمريكية في تقارير رفعوها إلى قيادتهم، عن رغبتهم في ترك الخدمة في البحرية الأمريكية، بعد الصدمة العصبية التي حلت بهم بسبب عجز رادارات المدمرة عن رصد الطائرة.
سوء الطالع، كان حليف المدمرة الأمريكية للمرة الثانية على التوالي، ففي الـ11 من أبريل/نيسان ، واجهت المدمرة “كوك” نفس النوع من الطائرات الروسية، ولكن في مياه بحر البلطيق، إلا أن صدمة الطاقم الأمريكي هذه المرة كانت أخف من سابقتها، نظرا لأن القاذفة الروسية لم تشغل منظومة “خيبيني” لتعمية الرادارات المعادية كما فعلت فوق “كوك” في مياه البحر الأسود.
الجانب الأمريكي من جهته، استشاط غضبا، وأكد أن قاذفتي “سوخوي-24” حلقتا في اليوم المذكور على مقربة من “كوك” جيئة وذهابا زهاء عشرين مرة، وعلى ارتفاع لم يزد عن 30 مترا، وعلى مسافة لا تربو عن الكيلومتر الواحد.
المدمرة الامريكية USS Donald Cook صممت على أنها مدمرة متعددة المهام دخلت الخدمة سنة 1998 بازاحة 8,900 طن وطول 154 متر وعرض 20 متر ، وكانت السفينة الحربية الأميركية الأولى التي قدمت المعونة للسفينة الامريكية USS Cole بعد تعرضها لاضرار في 12 أكتوبر 2000 بسبب عملية ارهابية استهدفتها ، وفي عام 2003 شاركت المدمرة “كوك” خلال حرب العراق من خلال اطلاق صواريخ توماهوك من على متنها.