عندما اجتاح تنظيم داعش بلدة سنجار شمالي العراق في عام 2014، حملت بضع شابات يزيديات السلاح ضد المتشددين الذين هاجموا النساء والفتيات من طائفتهن. وقالت أسيمة ضاهر لـ”رويترز” عند نقطة تفتيش قرب خط للجبهة شمالي الموصل: “أخذوا ثمانية من جيراني ورأيتهم يقتلون الأطفال”.
وبحسب ما نقلت سكاي نيوز في 5 أيار/ مايو، تنتمي الفتاة التي ترتدي زيا عسكريا وتبلغ من العمر 21 عاما حاليا إلى وحدة نسائية في قوات البشمركة الكردية التي لعبت دورا مهما في دحر التنظيم شمايل العراق. وسلط قتل العديد من أبناء الأقلية اليزيدية بالعراق انتباه المجتمع الدولي على حملة التنظيم العنيفة لفرض فكره المتطرف ودفع واشنطن لشن حملة جوية.
وكانت أيضا حافزا لتشكيل هذه الوحدة النسائية المؤلفة من 30 امرأة من اليزيديات والكرديات من سوريا والعراق. ولا يهمهن سوى شيء واحد فقط: الانتقام للنساء اللاتي اغتصبن وضربن وأعدمن على يد المتشددين. وقالت ضاهر إنها ذهلت من وحشية المتشددين الذين كان بعضهم جيران وآخرون من خارج المنطقة. وأضافت: “قتلوا عمي وأخذوا زوجة ابن عمي التي كانت تزوجت قبل ثمانية أيام من ذلك فقط”، ولا تزال العروس محتجزة لدى المتشددين مثلها في ذلك مثل آلاف اليزيديات الأخريات. وقالت ضاهر إنها قتلت اثنين من مقاتلي داعش قبل إصابتها في الساق خلال المعارك التي اندلعت في سنجار في 2014.
وفقدت حسيبة نوزاد، قائدة الوحدة، البالغة من العمر 24 عاما زوجها. وكانت نوزاد تعيش مع زوجها في تركيا عندما اجتاحت داعش شمالي العراق. وقالت نوزاد: “رأيتهم يغتصبون أخواتي الكرديات ولم يكن بوسعي قبول هذا الظلم”. وكان زوجها يريد أن يدفع لمهربي البشر أموالا لنقلهما إلى أوروبا ضمن أكثر من مليون آخرين فروا من الصراع بالمنطقة. لكنها أصرت على العودة للوطن لقتال المتشددين. وقالت: “نحيت حياتي الشخصية جانبا وجئت للدفاع مع الأخوات والأمهات الكرديات والتصدي للعدو”. وفقدت الاتصال مع زوجها منذ أن وصل إلى ألمانيا.
وفي مجتمع محافظ من المتوقع فيه دوما أن تبقى النساء في البيت، تقول هؤلاء النسوة إن الجنس لا يمنعهن من خوض المعركة.
الشريط