كتب كريستوفر ديكي، محرر الأخبار الدولية في موقع ديلي بيست، عن مخاطر ثلاثة يتعرض لها الأمن القومي الأمريكي، مصدرها تركيا.
بالنظر لسلوك الحكومة التركية، وحالة اللااستقرار الظاهرة في البلاد، يثير وجود ما يقدر بـما بين 50 و 90 من الأسلحة النووية في إنجرليك، قلقاً كبيراً
ويقول ديكي إذا كان الأمر يتعلق بمستوى الإنفاق العسكري لحلفاء تركيا، فقد تعد تركيا متقدمة على سواها، كون جيشها يعد ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الأطلسي، وهي واحدة من أعضاء قلة يتجاوز حجم إنفاقها العسكري 2% من إجمالي الدخل القومي.
دولة خطيرة
ولكن، بحسب الكاتب، لا يجب أن يغيب عن الأذهان أن تركيا باتت أشد حلفاء أمريكا خطورة. ويوماً بعد آخر، تشير عناوين الصحف إلى تركيا بوصفها تهديداً لوحدة الناتو. ويسعى رئيسها، رجب طيب أردوغان لكسب ما يعتبر سلطة مستبدة عبر استفتاء على تعديلات دستورية مقررة الشهر المقبل. وللأسف، وصف أردوغان "بالنازيين" أعضاء أخرين في الحلف، كالألمان والهولنديين، الذين تجرؤوا على تحدي طموحه.
ويرى الكاتب أن أردوغان يمثل خطراً محدداً على الولايات المتحدة لأنه يثير عواطف شعبوية من أجل بناء سلطته الشخصية، وقد اتهم واشنطن بدعم محاولة انقلابية دموية في يوليو( تموز) الأخير. وينبع غضب أردوغان على أمريكا من أن فتح الله غولن، حليفه السابق، والذي يتهمه بتدبير الانقلاب، يقيم في ولاية بنسلفانيا.
ولكن، برأي ديكي، لا يشن أردوغان خطاباً معادياً لأمريكا وحسب، بل قام بسجن عشرات الآلاف من الأمريكيين من أصل تركي بتهم باطلة بأنهم يعملون مع سي آي أي.
إجراء فوري
ويلفت ديكي إلى ما جرى عقب الانقلاب مباشرة، مع اعتقال ضباط من القوة الجوية التركية، وتطويق قاعدة إنجرليك الجوية التي استخدمتها الولايات المتحدة في حربها ضد داعش، وإغلاق القاعدة عدة أيام. ويقول الكاتب أنه بالنظر لسلوك الحكومة التركية، وحالة اللااستقرار الظاهرة في البلاد، يثير وجود ما يقدر بـما بين 50 و 90 من الأسلحة النووية في إنجرليك، قلقاً كبيراً.
ويشير الكاتب إلى تقارير نشرتها مواقع روسية عقب المحاولة الانقلابية مباشرة، عن نقل تلك الأسلحة النووية من إنجرليك إلى قاعدة أخرى في رومانيا. ولكن، بحسب ديكي، لم يحدث شيء من هذا القبيل، ولكن محللين أمنيين يتابعون بقلق ما يجري في تركيا، ويقولون إن تلك الأسلحة يجب أن تنقل إلى مكان آكثر أمناً.
وتحدث تقرير صادر عن مركز أبحاث في الكونغرس، عن مخاوف من "حالة اللا استقرار السياسية في تركيا، ومنها العلاقات الأمريكية ـ التركية، ووجود قاعدة إنجرليك قريباً من الحدود مع منطقة يسيطر عليها داعش". ولا تبعد الحدود السورية أكثر من ساعتين ونصف ساعة بالسيارة عن إنجرليك. والقاعدة قريبة أيضاً من مدينتي دابق والباب، التي حررت أخيراً من داعش.
تهديد روسي
ويلفت ديكي إلى أن إبقاء تلك الأسلحة النووية في تركيا كان من أجل إعادة طمأنة أنقرة ضد أي تهديد روسي. ولكن نظراً إلى التقارب الظاهر والمتنامي بين إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعدائية أردوغان المتزايدة تجاه حلفائه في الناتو، فإن ترك تلك الأسلحة داخل قاعدة إنجرليك يبدو سلوكاً خطراً وبلا جدوى.
المصدر: موقع 24